سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير فيصل بن عبدالله: نحن مقبلون على «مرحلة نوعية» في التعليم تعتمد على «الفكر الإبداعي ورعاية الموهوبين» يحل ضيفاً على جائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي.. غداً
يحل صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم يوم غدٍ الأحد ضيفاً على جائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي في عامها الثاني والعشرين. وقال سموه في حديث ل"الرياض" إن جائزة أمير تبوك من أبرز وأقدم الجوائز التي أوجدت بيئة صحية للتنافس المحمود، وصارت مثالا رائعا لما بعدها من مبادرات وطنية تدعو للتفوق وتحث على الجدّية، مشيراً إلى أن الجائزة قدّمت للمجتمع نماذج من المتفوقين والمتفوقات الذين يفخر بهم الوطن، مشيداً بجوائز التفوق العلمي المدعومة من أمراء المناطق ومن بعض رجال الأعمال. وأضاف سموه أنه تم إقرار جائزة التربية والتعليم للتميّز في لقاء قادة العمل التربوي في مكة قبل بضعة أشهر، والتي تتكامل مع جوائز المناطق وتدعمها، مشيراً إلى أنه يتم حالياً تطوير آليات الكشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم تربويا من قبل الوزارة ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، وفيما يلي نص الحوار: مناسبة تربوية * يحل سموكم الكريم ضيفا على جائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي في عامها الثاني والعشرين بدعوة من سمو أمير منطقة تبوك ما هي كلمتكم بهذه المناسبة؟ من دواعي سروري تلبية الدعوة الكريمة لأخي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك ؛ لحضور هذه المناسبة التربوية التي تتجدد كل عام لتكريم شبابنا وشاباتنا المتفوقين والمتفوقات؛ ذلك أن مصدر قوة الوطن الأولى ومنعته هم الناشئة والشباب الذين يمتلكون ناصية العلم، والتوّاقون إلى التفوق والنبوغ والإبداع والتميّز في عصر المعرفة المبهر، الذي يحترم النابهين والنشطين القادرين على توظيف معطياته فيما ينفعهم وينفع مجتمعاتهم. قيمة الجائزة * كيف يرى سموكم عطاءات الجائزة خلال مسيرتها الماضية؟ اكتسبت الجائزة سمعة طيبة على مستوى المملكة، فهي واحدة من أبرز وأقدم الجوائز التي أوجدت بيئة صحية للتنافس المحمود، وصارت مثالا رائعا لما بعدها من مبادرات وطنية تدعو للتفوق وتحث على الجدّية، وقد قدّمت الجائزة للمجتمع نماذج من المتفوقين والمتفوقات الذين يفخر بهم الوطن.. والذين فازوا بها خلال أكثر من عقدين هم الآن في مواقع العمل والإنتاج .. ومن الجميل في هذه الجائزة تعدد مجالاتها، وشمولية المستهدفين بها، بدءا بالطالب والطالبة، وصولا إلى المعلم والمعلمة ومن في حكمهم، والأستاذ الجامعي وكل صاحب جهد ممن له صلة بالتعليم... جوائز التفوق * هل ساهمت جوائز التفوق العلمي المنتشرة في مناطق المملكة في دعم مخرجات العمل التربوي والتعليمي؟ "التحفيز" من أصول التربية وخصوصا في مفهومنا الإسلامي، وهو سر الامتياز البشري، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.. حيث تتعدد وسائل التقدير التربوي في البيئة المدرسية التي أقلها أن تقول "شكرا" للمحسن ترفع بها من همّته.. فيما تعتبر جوائز التفوق العلمي المدعومة من أمراء المناطق ومن بعض رجال الأعمال من وسائل بث الثقة في نفوس الشباب والشابات التي تصنع الفرص المشرقة لتحقيق النجاح الذي يجذب النجاح. جائزة جديدة * لماذا لا تتبنى الوزارة جائزة على مستوى المملكة تُخصص للمتفوقين علميا في كل عام وفق ضوابط محددة؟ وجود الجوائز على مستوى المناطق أمر مشجع، ويُشعر الفائزين بقيمة ما يحصلون عليه وهذا هو الهدف الأسمى ووزارة التربية والتعليم ممتنّة لمساهمة المناطق ممثلة في أمرائها ومواطنيها لدعم وتشجيع الناشئة على التفوق، لذا فإن من الأولى دعم جوائز المناطق وتشجيعها طالما كانت محققة للغايات التربوية، وقد تم إقرار جائزة التربية والتعليم للتميّز في لقاء قادة العمل التربوي في مكة قبل بضعة أشهر، والتي تتكامل مع جوائز المناطق وتدعمها. اكتشاف الموهوبين * من المسؤول برأيكم عن استمرارية رعاية الطالب والطالبة المتفوقين بعد تخرجهما واستثمار هذا التفوق لصالح المجتمع؟ الطالب المتفوق بعد تخرجه يصبح راشدا، يمتلك مقومات الحياة الجادة، والمسؤولية هنا تقع عليه بالدرجة الأولى لترجمة طموحاته؛ ذلك أن التفوق ليس إنجازا في ذاته إن لم يستمر.. وهذا لا يعفي المؤسسات التعليمية سواء كانت فنية أو عالية التي يلتحق بها الطالب فيما بعد من مسؤولية المتابعة والرعاية، ولا يقلل من ضرورة وعي مؤسسات المجتمع المرتبطة بسوق العمل بعوائد استثمار قدرات وطاقات الموهوبين والمتفوقين .. * "صناعة التفوق" ما هي أدواته المتاحة في المدارس؟ وهل هي مسؤولية المدرسة فقط؟ "الإدارة والإرادة" هما قطبا النجاح في أي عمل مؤسسي.. وعلى مستوى المدرسة فإن المدير الكفء قادر على استثمار طاقات معلمي مدرسته وتوجيهها.. وفي المقابل فإن المعلم والمعلمة المخلصين هما أساس كل نجاح، ومصدر كل إنجاز، وما عدا ذلك من وسائل وإمكانات إنما هي متممات على قدر من الأهمية أيضا ويتم حالياً تطوير آليات الكشف عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم تربويا من قبل الوزارة ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالتعاون مع المركز الوطني للقياس والتقويم، فنحن مقبلون على "مرحلة نوعية" يتم التركيز فيها على التربية والتعليم "بذكاء أكثر" وأن تكون الأولوية للنوع بالإضافة إلى الكم. الإرشاد الطلابي * برامج التوجيه والإرشاد الطلابي الحالية هل هي قادرة على الكشف عن الموهوبين والمبدعين في مدارسنا؟ الكشف عن الموهوبين والمبدعين مسؤولية مشتركة ما بين برامج التوجيه والإرشاد والبرامج المتعلقة برعاية الطلاب الموهوبين، فضلا عن الدور الحيوي للمعلم والمعلمة داخل الفصل في كل تخصص، وتقوم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بجهود كبيرة في هذا المجال تتكامل مع جهود الوزارة.. ثم هناك المناهج الدراسية في مختلف المواد التي يجب أن تتطور.. أما بشأن جهاز التوجيه والإرشاد فهو جهاز مهم، وسوف نعطيه عناية ضمن مشروعات التطوير قياسا إلى حجم الآمال المرجوة منه والمسؤوليات التي لا تقتصر على التفوق، وإنما تمتد إلى إرشاد الناشئة وتهيئتهم للحياة العامة، وزيادة التأكيد على نشر القيم والأخلاق في المدارس. مشروع الملك عبدالله * "مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام" إلى أين وصل وما هو دوره في دعم الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات؟ المشروع يسير بخطوات نتطلع إلى تسريعها وتمكينها لخدمة الهدف الأسمى، وقد صُمم للإنجاز خلال ست سنوات، ولكن ما أود التأكيد عليه أن الطالب والطالبة والعناية بهما فكرا وسلوكا وإنتاجا من أركان المشروع الأربعة، بل ان كل أعمال المشروع التنفيذية بما في ذلك النواحي الإدارية تقوم في الأساس على الإبداع الذي من أصوله "التفوق". دور المنزل * يؤدي الآباء والأمهات أدوارا تربوية مؤثرة في حياة المتفوق والمتفوقة كيف تصفون دور المنزل في العمل التربوي والتعليمي؟ الأسرة هي بمثابة "النواة" التي تدور في فلكها بقية مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى، وإذا صلحت الأسرة صلحت أفعال المجتمع عامة، والأسر العظيمة هي التي تنشئ الأشخاص العظماء الذين نراهم في صور مخترعات وإنتاج مفيد في كافة العلوم لإفادة البشرية.. والذي نتمناه هو توعية أكثر بالموهبة ورعايتها داخل الأسر، فالأسرة هي" كنز المواهب". رسائل تربوية * ما هي رسالتكم لأبنائكم المتفوقين وبناتكم المتفوقات في يوم تكريمهم؟ أهنئ أبنائي وبناتي على هذا التفوق الذي هو بداية لطريق طويل، وقد يكون شاقا لتحقيق طموحاتهم وأمانيهم، وأذكّرهم بأن التنافس الأهم هو ما يكون مع أنفسهم، وأن حصولهم على الجائزة اليوم كان نتاجا طبيعيا لصبرهم وتفانيهم بتوفيق الله تعالى، وأدعوهم أن يتوقعوا دائما الأفضل، مصداقا لقول رسولنا الكريم" تفاءلوا بالخير تجدوه" وأن يضعوا أمام أعينهم دائما عزة دينهم، وتشريف ولي أمرهم، وخدمة وطنهم، فهذه الأركان الثلاثة هي مصدر الثقة في النفس للوصول إلى أبعد ما يستطيعون لرفع مكانة أمتهم والرقي إلى المراتب التي نحن أحق بها، كما أُذكّر أبنائي وبناتي بحق الوالدين عليهم، وأن عليهم أن يشكروا آباءهم وأمهاتهم على الرعاية والمتابعة والتفاني في خدمتهم.