اتفقت عدد من المختصات والأكاديميات وسيدات الأعمال على أن الكثير من السيدات اللواتي يتولين مسؤولية أقسام نسائية يستطعن أن ينجحن في إدارة تلك الأقسام أكثر من الرجل، مؤكدين على أن الخلافات في صعيد العمل موجودة ليست فقط في الأقسام النسائية، بل كذلك حتى في الأقسام الرجالية التي قد يحدث فيها الكثير من النزاعات الوظيفية والشخصية، مشيرات إلى أنه لاصحة لمن يعتقد بأن المرأة قد تفشل حينما تقودها امرأة كرئيسة في مجال العمل، بل إن التجارب أكدت بأن الكثير من الأقسام النسائية حققت الكثير وتغلبت على بعض الأقسام الرجالية. توسيع الصلاحيات وقالت رئيسة لجنة سيدات الأعمال بغرفة الشرقية المهندسة سعاد الزايدي إن قطاع البنوك على سبيل المثال تدير فيها المرأة أقسام نسائية، وكذلك الغرف التجارية والخلاف بين الموظفين في جميع القطاعات وارد، إلا أن مايحدث للمرأة ناتج عن قلة الخبرة والدراية في إدارة الأعمال خاصة بأنها حديثة عهد بالإدارة، ولم تحظ بذات الفرصة التي حظي بها الرجل والذي كان منذ الأزل يمسك الأعمال ويدير الأقسام حتى تشكلت لديه خبرة عالية في إدارة الأقسام والتعامل مع موظفيه، إلا أن المسؤولية جزء كبير منها يقع على الرجل الذي لايعطي الصلاحيات الكاملة للمرأة لكي تتحرك بسهولة في مساحة قسمها فلا تتخذ القرار بل إنها تنفذه من قبل مايقرره الرجل، فالطلبات والأوراق والبت في الأمور ترسل لرجل في إدارته ثم تعود للمرأة بعد أن يتم الموافقة عليها، وكأن وجود المرأة كرئيسة لذلك القسم إنما هو شكلي لا أكثر وتلك هي الإشكالية الحقيقية، مطالبة بسرعة تدريب المرأة حتى تتخذ قراراتها بدراية وتتحمل المسؤولية في ذلك. نجاح كبير وتتفق معها « سيدة الأعمال فوزية النافع التي ترى بأن المرأة حققت في الأقسام النسائية نجاحاً كبيراً، وهناك تجارب تثبت ذلك في مجال العمل ولكن العائق الحقيقي ليس في غيرة المرأة وإنما تتجه المعوقات في ناحيتين، فالجزء الأول يتعلق بالمرأة ذاتها التي خرجت من خلفية اجتماعية وبيئية تحكمها التقاليد القاسية التي تربي المرأة على الضعف وعدم اتخاذ القرارات الحاسمة في حياتها، كما أن لطريقة التعليم التي تلقتها دورا في ذلك، أما الجزء الثاني فيتعلق بالرجل الذي لايعطي الثقة الكاملة للمرأة بأن تنطلق في مجال عملها وتبدع فهو لايثق بها وربما ذلك دفع المرأة للإخفاق في عملها وفي إدارتها لبعض الأقسام النسائية، مشيرة إلى أن الحل لابد من أن يكون في إحداث تغيير شامل يبدأ من التعليم وطرق التدريس التي تتلقاها المرأة والمفاهيم المغلوطة التي تضع المرأة في دور التلقي والضعف إلى دور الإنجاز والنجاح وكذلك تغيير النظرة الاجتماعية لها. أما الباحثة في إدارة الأعمال دينا السبيعي فترى بأن الأمر لايرجع إلى مسمى امرأة أو رجل، فالمرأة يغلب عليها العاطفة وذلك ماخلقت عليه بالفطرة وقد تتصرف من ذلك المنطلق في إدارتها للأقسام النسائية إلا أن ذلك ليس ضعفاً، ولكن الحقيقة بأن ذلك يخلق لدى المرأة ذكاء اجتماعياً يحقق لها نجاحا في صعيد العمل مع موظفاتها وهناك الكثير من التجارب التي تثبت ذلك ولكن يبقى الرجل هو المستبد وغير القادر على فسح المجال أمام المرأة لتنجز فلابد من أن تقف المرأة لجنب الرجل في مجال العمل لا أن تكون تابعة له. مستقلة وليست تابعة وترفض مديرة برامج عبد اللطيف جميل -سابقا- ندى الشهراني من يذهب إلى تأخر الأقسام النسائية التي تدار من قبل امرأة، فالحقيقة لديها بأن كل ناجح محارب، وبأن الرجل يخاف من نجاح وتميز وتقدم المرأة، وربما ذلك مايدفعه لوضع العراقيل أمامها، مؤكدة على أن المرأة بخلاف تلك الصورة التي تظهر عنها بأنها غير قادرة على الأداء والتميز بل إنها لفرط تفانيها في العمل وحب النجاح والتميز تطمح دائما إلى الكمال وذلك ماينعكس على تعاطيها مع زميلتها في مجال العمل، فهي متفهمة لجميع الصعوبات التي تمر بها الموظفات من النساء فتبذل الكثير من الجهد لحل تلك المشاكل التي قد تحدث بشكل طبيعي، كما تحدث أيضا في الأقسام الرجالية والغيرة ، والتنافس بين العاملين في مجال العمل أمر طبيعي وليس من المفترض تفاقم حجمه وخلقه مشكلة في عالم مجال العمل لدى المرأة وجعله المعوق لتأخر العمل، فالمرأة تبدع وتنجح في قيادتها للمرأة وكذلك قد تنجح في قيادتها ايضا لرجل متى ما أعطيت الفرصة لذلك. ولفتت الأخصائية النفسية والاجتماعية بمستشفى جدة فاطمة الرفاعي إلى أن تراجع الأقسام النسائية بقيادة المرأة ليست قاعدة، إلا أن خلاف القيادة للأقسام على وجه العموم موجود سواء كان من قبل امرأة أو رجل، فالمرأة قد تنجح وقد لاينجح الرجل، موضحة بأن الصورة الواضحة التي لاتقبل المغالطة بأن هناك الكثير من الأقسام النسائية الموجودة الناجحة سواء كانت في القطاعات الصحية أو الحكومية أو البنوك والغرف التجارية، إلا أنها لاتحتكم على القرار فوجودها شكل ظاهري والقرار غالبا مايتخذ من قبل إدارة الرجل حتى أن هناك من النساء المراجعات من أدركن ذلك فاصبحن يفضلن تخليص معاملاتهن من قبل قسم الرجال وذلك من أجل استغلال الوقت، وذلك يدل على أن المرأة لم تحصل على فرصتها كاملة وبأن هناك خللا في طريقة التعاطي مع قدراتها الوظيفية، وفي مقابل ذلك قد تنجح الطبيبة في مجال عملها وقد تنجح المحامية وهناك أقسام نسائية نجحت إلا أن الفرص لابد أن تتاح للمرأة من قبل طريقة تشكيل هيكلة للعمل تسمح لها بأن تكون مستقلة وليست تابعة.