ما أن تخرج إلى تجمع شبابي في مقهى أو جلسة عامة الا وتسمع العديد من الكلمات الغريبة، مثل" تراميسو، تمساح، نجفة، اكه، ..الخ" التي يتعاطاها الشباب.. ورغم فضاضة تلك المصطلحات الا انها قد لا تخلو من الغرابة مما يؤكد غيابا كليا لثقافة الوعي، وقد لا يعرف الكثير منهم معانيها والبعض الآخر من اعتبر هذا السلوك ما هو الا نوع من الخروج عن المألوف وروتين الحياة اليومي. في البداية يحكي لنا الطالب سعد عواض، فيقول نلجأ الى هذه الكلمات من باب التغيير والتسلية حتى لا يفهمنا من هم من حولنا خاصة اذا كنا في جلسة فيها بعض من الأهل او الاقارب، أو حتى كبار السن احيانا، بينما اعتبر الشاب أحمد بن حامد هذا السلوك ثقافة شبابية سائدة باعتبار انها مصطلحات مشفرة مبهمة وغير معروفة للجميع وفيها تعبير عن الذات، وتساهم في توطيد أواصر الألفة والمحبة بيني وبين أقراني، فيما يرى غانم الرواس أن تلك الكلمات جاءت من البعض بدافع الابتكار أو التجديد في لغة التفاهم فكل جيل يعبر عن نفسه بطريقته الخاصة التي تلائم واقعه ومتطلباته واهتماماته. والطريف في الأمر بأن للفتيات ايضا كما للشبان نصيبهن ايضا من المفردات المشفرة التي يعجز الكثيرعن فك طلاسمها، حيث تؤكد الممرضة سماح عاطي بأن هناك مصطلحات خاصة بهن عندما يكون الحديث عن أوصاف شاب بعينه فإن تلك المفردات تكون حاضرة بقوة بدلا عن اسمه الصريح خصوصا اذا كان الحديث يدور على الهاتف تجنبا للاحراج وحتى لا يكتشف أمرهن. من جانبه أوضح الباحث الاجتماعي أمجد رضا ان تفشي مثل هذا النوع من المفردات الغريبة ما هو الا دلالة على تمرد وصراع نفسي عميق مع مستجدات الحياة ومتطلباتها وإيقاعها المتسارع وان خرج أحيانا عن حدود الأدب والذوق العام فالشاب -على حد تعبيره- يرى بأنه في حاجة الى ذلك كنوع من التغيير والخروج عن المألوف بأي شيء ، ولكن لا يعرف كيفية الطريقة مما يدفعه الى محاكاة بعض الألفاظ التي قد تعبر عما يدور في عقول تلك الشريحة التي هي بحاجة الى الاحتواء أكثر مما هي بحاجة الى الزجر والتأنيب على حد وصفه.