حوار الثقافات ليس حبراً وورقاً وإنما موسيقى تجسد التواصل الجمالي بين شعوب الأرض. هذا ما يمكن أن نستلهمه من أمسية «نبض الكلمة» التي نظمها نادي المنطقة الشرقية الأدبي بمشاركة الموسيقي الأمريكي توم تيزلي وأستاذ الموسيقى والصوتيات في واشنطن شارلز وليمز وعازف العود السعودي حمد الرشيد. الأمسية التي بدأت بقراءات نثرية وشعرية هادئة؛ انتهت بتصاعد موسيقى «الهيب هوب» و»البلوز» وإيقاعات من «الجاز» تفنن فيها «ضابط الايقاع» الأمريكي تيزلي من خلال التلاعب بين أكثر من «طبلة» ومستخدماً «الدرامز» الغربي و»الايقاع» و»الرق» الشرقي في آن واحد، بعد أن انخرط في «الهارمونية الموسيقية» حمد الرشيد بعوده العربي مجسداً معادلة الحوار الثقافية والموسيقية. إلا أن الأمسية التي حضرها القنصل الأمريكي جوزيف كيني لم تكتمل إلا بعزف الرشيد تقاسيم وترية تمهيداً لنزهة طربية من سيد درويش إلى «قارئة الفنجان» والمقطع القباني الشهير «فمها مرسوم كالعنقود، ضحكتها أنغام وورد» بينما الفنان الأمريكي ينتشي بإيقاعه متجلياً أمام جمهور النادي الأدبي الذي كسر بدوره الصورة الكلاسيكية الجامدة عن الأندية الأدبية؛ عبر إشراك الموسيقى لوحدها في أماسي الأدب والثقافة والجمال. وليمز القادم من الثقافة الروحانية الآفرو - أمريكية، قرأ مقتطفات لمفكرين وشعراء وسياسيين من أصل أفريقي يرافقه على الإيقاع والأورغ النفخي (ميلاديكا) صديقة توم تيزلي (لهما سي دي مشترك بعنوان: رقصات الروح) وتنوعت القراءات من مقاطع لباراك أوباما الذي أصر وليمز أن ينطق اسم أبيه الرشيد يعزف «قارئة الفنجان» (حسين) أمام الحضور العربي منتقلاً إلى المناضل ضد العنصرية مارتن لوثر كينغ.. فضلاً عن قراءته حكماً أفريقية محضة ومستشهدا بكلمات لجلال الدين الرومي، تنطبق على تلك الليلة المشرقية، إذ يقول الرومي: لقد سقطنا في المكان.. حيث كل شيء موسيقى.. أوقف الكلمات الآن. وقد علق وليمز على سؤال ل»الرياض» حول ما الذي يعنيه أن يكون في المملكة، مجيباً «منذ أن جئنا من البحرين عبر الجسر ونحن نتلمس تجربة رائعة كأنها حلم لذا نحن سعيدون جداً بوجودنا في المملكة». يُذكر أن الأمسية الأمريكية ستنتقل إلى الرياضوجدة قريباً.