بعد الانتشار السريع والمذهل لخدمات بريد الانترنت المجاني ظهرت وتوسعت اليوم العديد من الخدمات المصاحبة لها وانتشرت بشكل واضح مع الأجيال الجديدة من مستخدمي الانترنت الذين طورا معهم ثقافة الانترنت الى أن باتت خدماتها في برامجهم اليومية اشبه بطريقة حياة وكان واضحا للمتابع مدى تعلق ملايين الشباب حول العالم بخدمة الرسائل النصية الفورية من خلال شركات البريد الثلاث الكبرى "هوت ميل" وخدمات "ياهو "واخر اللاعبين شركة "قوقل". في هذا الصدد تشير الاحصائيات في كثير من البلدان الى تزايد عدد مستخدمي برامج الحوارات المصاحبة لخدمات البريد المجاني خاصة في كندا والولايات المتحدة إذ يوجد أكثر من 50% من الشباب في كندا على سبيل المثال ممن يستخدمون برامج الحوارات النصية. وهذا الرقم في نمو خاصة اذا علمنا أن حوالي 30% من الوالدين لا يعلمون ان اطفالهم يستخدمون برامج الحوارات على الانترنت كما تذكر الدراسات. وبحسب مؤشرات النمو يتوقع ان يصل عدد مستخدمي برامج الحوار الى 70% من مستخدمي البريد المجاني بنهاية هذا العام (2009) وهو رقم كبير اذا عرفنا ان عدد مستخدمي البريد المجاني يصل الى حوالي 650 مليون مستخدم (256 مليون هوتميل، 254 مليون ياهو ،91 مليون قوقل، 50 مليون خدمات اخرى). وتأسيسا على ماسبق يمكننا هنا تقريب قياس وضع الاستخدام العربي لبرامج المحادثة (المسنجر) على هذه النسب العالميّة وربما اكثر خاصة ان نسبة الشباب في العالم العربي تعد أكبر شريحة بين السكان اذ ان 60% من السكان في الوطن العربي لايتعدون الخامسة والعشرين من العمر. ومن رصد الظواهر السلبية المصاحبة لاستخدامات برامج التراسل (المسنجر) نجد ان عددا كبيرا من مستخدميها من الشباب العرب (من الجنسين) يكادون ينقسمون بين ثلاث مجموعات رئيسة فئة اولى من المدمنين لهذه الخدمات يقضون الساعات الطوال دون جدوى الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على نشاطاتهم الشخصية وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية. وهناك فئة ثانية استخدمت هذه الوسيلة للأذى وابتزاز الطرف الآخر من خلال استغلال الثقة التي بنيت من خلال العلاقات الالكترونية ومعرفة اسرار الطرف الآخر وربما استخدام برامج التجسس وسرقة معلومات شريك الحوار بغرض تهديده للحصول على مكاسب معنوية او مادية. اما الفئة الثالثة فهي تلك الشريحة التي بنت وراء الأبواب المغلقة قصص حب وعلاقات عاطقية متأججة من خلال هذه البرامج خاصة من فئة المراهقين الذين نمت عواطفهم واحاسيسهم في بيئة الانترنت وتأتي الخيبات مع البدايات الخاطئة التي تقود الى النهايات المحزنة اذ يبني كل طرف صورا وخيالات عن شريك العلاقة لا تلبث ان تتكشف عن مآسي وصور متناقضة تنتهي بمشكلات نفسية او عقد واحيانا باخطاء تمارس خارج العلاقة الالكترونية وقد تنسحب نتائجها المرّة على بقية العمر. مسارات قال ومضى: من سن قانون الخيانة لا يحق له التذمر حينما يطاله