طهران ، باريس- نضال فاضل ومهدي بزكان: يصل اليوم الأحد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الي طهران لزيارة المنشاة النووية الايرانيةالجديدة قرب مدينه قم في وقت اكد فيه الاعلام الايراني بان القيادة الايرانية تتجه الى رفض مسودة مقترحات فيينا لحل الملف النووي الايراني . وسيسارع المفتشون الدوليون خلال هذه الزيارة التي تستغرق ثلاثه ايام الى تفقد المنشأة النووية الايرانية القريبة من مدينه قم والتي تم الكشف عنها مؤخرا للتاكد من تطابقها مع المعلومات التي قدمتها ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول هذه المنشاة . واكدت الاذاعة الايرانية بان برنامج عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقتصر على زيارة الموقع النووي الايراني الجديد ولا يتضمن البرنامج زيارة او تفتيش اي من المواقع النووية الايرانية الاخرى . الى ذلك نقلت وسائل اعلام ايرانية امس السبت عن مصادر قريبة من الوفد الايراني الذي شارك في مفاوضات فيينا الاسبوع الماضي بان طهران تتجه لرفض مسودة المقترحات التي قدمها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى ايران وكل من الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا بعد ثلاثه ايام من المفاوضات التي اجراها خبراء هذه الدول في فيينا . ويدعو الاقتراح الذي قدمه البرادعي الى نقل نحو 75 بالمائة من مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب و ةالبالغ نحو 1500 كيلو غرام الى روسيا وفرنسا لرفع نسبة تخصيبه الى 20 بالمائة واعادته الى ايران لاستخدامه في موقع طهران النووي المخصص للاغراض الطبية . واعتبر الاعلام الايراني مسودة الاقتراح بانه مخطط غربي يهدف الى خداع ايران من خلال سحب مخزونها من اليورانيوم الذي تم استحصاله خلال عدة اعوام وتساءلت صحف ايرانية بشان الضمانات المتوفرة بشان عدم تغيير الخطاب الغربي المرن في التعاطي مع ايران حاليا لو تم نقل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب الى الخارج . ودعت العديد من الصحف الايرانية الحكومة الى رفض مسودة مقترحات فيينا وعدم نقل اليورانيوم المخصب الايراني الى الخارج واقترحت في المقابل ان تقوم ايران بشراء اليورانيوم المخصب اللازم لتشغيل موقع طهران . واعربت الولاياتالمتحدة عن املها بأن ترد ايران بإيجابية على مقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الاسبوع القادم . وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية إيان كيلي في مؤتمر صحفي : "الاسبوع القادم فرصة حقيقية امام ايران من اجل المساعدة على معالجة بعض هواجس المجتمع الدولي الحقيقية حول برنامجها النووي وفي الوقت نفسه ستوفر احتياجات الشعب الايراني الانسانية". وتوقع كيلي ان يكون اجتماع اللجنة السداسية مع ايران في نهاية الشهر الجاري، مضيفاً :"حتى الان لاتوجد تأكيدات حول جدول اعمال الاجتماع، لكن هناك مسارات عديدة تسلك طريقها لمعالجة هواجس المجتمع الدولي حول برنامج ايران النووي لاسيما الكشف عن منشأة قم الاحد القادم". واشار الى انه:" نأمل ان يوفر الايرانيين رداً ايجابياً الاسبوع القادم ، حيث كنا نفضل ان يكون الرد اليوم". وقال المسؤول الامريكي :" ننتظر من ايران ان تتخذ خطوات ملموسة وهناك اتفاق مبدئي لاتخاذ خطوات إيجابية وبناءة"، لكنه قال" صبرنا له حدود يمكننا ان ننتظر الى بضعة ايام وليس الى الابد". وعن الشروط التي وضعت لإيران في محادثاتها النووية امتنع كيلي عن الحديث في ذلك ، وقال :" لانزال نعمل نحو الاجتماع بحلول نهاية الشهر المقبل مع ايران ونتمنى ان يعالج هواجسنا تجاه البرنامج النووي". من ناحية اخرى اتهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الجمعة في مقابلة تلفزيونية الغربيين ب"الكذب" باتهامهم ايران بالسعي الى امتلاك القنبلة النووية وذلك لحرمانها من "تكنولوجيا سلمية". ووصف لاريجاني وهو مفاوض ايراني سابق حول الملف النووي، في مقابلة مع محطة "يورنيوز" الاخبارية الاوروبية الادعاءات القائلة بان ايران تعمل من اجل تطوير سلاح نووي بانها "كذب" من قبل الاسرة الدولية. وقال "حتى تقارير اجهزة المخابرات الاميركية تظهر اننا لا نسير في هذا الاتجاه. ولكن لا نخفي اننا نملك الخبرة النووية" مشيرا الى "فتوى" من المرشد الاعلى تحرم اسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والجرثومية. واضاف "عندما يتعلق الامر بايران، يقولون انها ستطور في المستقبل سلاحا نوويا. هل عندكم مرآة سحرية تقول لكم ان ايران ستقوم بعمل ما من هذا القبيل؟ هل نعاقب شخصا ما على نية ممكن ان تكون موجودة في عقله". واقر لاريجاني بان ايران "تطور صواريخ كقوة رادعة". واوضح ان "اسرائيل توجه لنا تهديدات. يجب ان نكون جاهزين. يجب ان ندافع عن انفسنا ولكننا لا نهدد احدا".