تشكل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي ستجرى في تونس يوم الأحد 25 أكتوبر 2009م، محطة تاريخية جديدة تكرس معاني الديمقراطية والتعددية وتعكس ما بلغته تونس من تطور ورقي وما أدركه شعبها من وعي ونضج حضاري. كما ستكون مناسبة يجدد فيها الشعب التونسي بكل فئاته عرفانهم ووفاءهم للرئيس زين العابدين بن علي والتفافهم وإجماعهم حول مشروعه الحداثي وخياراته المستقبلية، وكذلك امتنانهم للرجل الذي أقدم فجر السابع من نوفمبر 1987م بروح وطنية عالية وبمسؤولية وشجاعة نادرة على إنقاذ تونس، فكان التحول المبارك وانطلاق مسيرة النماء والخير والعزة والمناعة. وكانت النجاحات التي تحققت لتونس وشعبها خلال 22 سنة من التغيير رغم ندرة الامكانيات المادية والظرف الاقتصادي العالمي المتقلب وشملت جميع الميادين حيث مكنت التونسيين من تحقيق مكاسب اجتماعية غير مسبوقة ومن تكريس قيم التضامن والتآزر بين مختلف الشرائح الاجتماعية وتحقيق التوازن بين الجهات والارتقاء بمستوى عيش المواطنين في إطار نموذج تنموي متكامل الأبعاد أصبح اليوم مضرباً للأمثال والإشادة الدولية الواسعة. إن هذه المكاسب التي طالت مختلف المجالات والقطاعات والتي تعد اليوم مبعث فخر واعتزاز لكل التونسيين والتونسيات ستتواصل وتتعزز أكثر فأكثر مع البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي 2009 - 2014 الذي اختار له شعار «معاً لرفع التحديات» والذي يعكس إرادة رئاسية لا تلين وعزيمة صادقة وقوية على المضي بتونس أشواطاً أخرى على درب التطور والنماء والرفاه والازدهار تؤهلها للالتحاق بركب الدول المتقدمة وتعزز لأبنائها شعوراً بالتفاؤل والثقة في المستقبل. هذا ويحتوي البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي على 24 نقطة وهو برنامج متكامل وشامل له أبعاد طموحة وتوجهات رائدة وهو كفيل بأن يستجيب إلى تطلعات الشعب التونسي على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي. ويحمل البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي في محاوره تطلعات الشعب التونسي إلى مزيد الرقي والرفاه. وأبرز ما تتميز به مضامين ومحاور البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي، شموليته وقابليته للتنفيذ والحرص على ترسيخ مبدأ استفادة كل الفئات والجهات من مكاسب الوطن بصورة عادلة إضافة إلى استناد هذه المضامين إلى قراءة صحيحة للواقع وحكمة في معالجته ونظرة مستقبلية صائبة وضبط دقيق للأولويات الوطنية. ويراهن البرنامج الانتخابي لابن علي على مواصلة الاصغاء للفئات الشبابية ودعم مشاركتها في البناء الديمقراطي والتعددي إلى جانب الحرص على استحثاث جهود تطوير القطاع الإعلامي ودفع صحافة الرأي وتعزيز دور المعارضة الوطنية التي تحترم القانون وتراعي مصالح البلاد وتلتزم بأسس وقيم نظامها الجمهوري ومزيد إثراء منظومة حقوق الإنسان. إن النموذج الديمقراطي التونسي ينبني على التطوير المطرد للديمقراطية الهادفة إلى التوزيع العادل لثمار التنمية وتحقيق المشاركة الشعبية الواسعة والفعلية في تجسيم الخيارات الوطنية الكبرى وكذلك التمسك بحماية هذه التجربة الديمقراطية وتعهدها بالاصلاح الدؤوب لتكون بحق ديمقراطية القانون تنبذ التعصب والتطرف وتهيئ الأرضية الصلبة والظروف الفضلى لانخراط جميع التونسيين في مسيرة البناء الوطني الشامل. ويراهن الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه الانتخابي على المرأة التي تعد عنواناً للحداثة في تونس التغيير وعلى الشباب باعتباره عماد مستقبل البلاد للمضي بها قدماً على درب الرقي والازدهار في كنف التحلي بالروح الوطنية العالية والانفتاح على الآخر والتجذر في الهوية والتشبع بقيم التضامن والتسامح والاعتدال والوسطية. * سفير الجمهورية التونسية بالرياض