فرض النظام وتحقيق مبدأ العدالة مطلب ضروري لمن ينشد كسب رضا الجميع والتصدي للتجاوزات أيا كان مصدرها، دون خوف أو مجاملة من أحد، كما انه اغلاق لابواب التأويلات، أما في بعض قرارات لجان اتحاد الكرة هناك تفاوت كبير لابد من التوقف حوله، خصوصا ان هناك أحداثا تمر تداعياتها لدى الاعلام والجماهير والاندية دون ان تحرك هذه اللجان ساكنا وبالذات لجنة الانضباط واللجنة الفنية التي مثلما تمتدح اذا اصابت تنقد اذا اخطأت، بينما تظهرالقرارات الصارمة والسريعة الى السطح في أحداث اقل بكثير من التي تتفاعل معها هاتان اللجنتان، وهذا يعني أحد أمرين اما ان قراراتهما تخضع للمجاملة والخوف من ردة فعل لدى بعض المذنبين، او أنها ترى الاحداث وفق قناعات متعددة وليس وفق قناعة يفرضها الحدث ذاته. العام الماضي شهد ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام احداث شغب جماهيري وتخريب لمنشآت الملعب من انصار الاتفاق والنصر، وكانت الالفاظ البذيئة والقاء القوارير وبعض الادوات حاضرة، وعلى الرغم من ان هناك من حمل المسؤولية لجماهير النصر على اعتبار انها هي من بدأت في الشغب وهو ما يعني نقل مباريات فريقها المقبلة خارج ارضه الا ان لجنة الانضباط كان لها رأي آخر عندما قررت خوض النصر لمباراته التالية على ارضه امام الاتحاد في الدوري من دون جماهير. بعد ذلك فاجأت اللجنة نفسها الجميع بقرار نقل مباراة النصر والفيحاء في مسابقة كأس ولي العهد الى المجمعة على خلفية تقرير حكم مباراة النصر مع الرائد الذي ادان في تقريره رميه بالعلب الفارغة من جماهير النصر، الذي أستأنف القرار لتلغى العقوبة التي كان يفترض أن تطبق على المباراة التي تقام بعد المباراة التي حدث فيها الشغب وهي مباراة الاتحاد في مسابقة كأس الأمير فيصل، والغريب ان القرار صدر بعد المباراة التي لعبها النصر عقب لقاء الرائد الذي شهد الاحداث. وفي مباراة نهائي الدوري العام الماضي بين الهلال والاتحاد تلفظت جماهير الاخير على قائد المنتخب ياسر القحطاني بعبارات مرفوضة بحضور عدد من مسؤولي لجان اتحاد الكرة، وكذلك فعلت جماهير النصر في ذهاب كأس ولي العهد بين الهلال والنصر العام الماضي فذلك وضع علامات تعجب كبيرة، لماذ تغيب اللجنة الفنية في قراراتها عن مباريات وتحضر بسرعة البرق في مباريات أخرى، وكأنها تنتظر ذلك. السؤال ماذا لو تعمدت ثلة من الجماهير ان تلحق بالفريق الذي سيلعب مباراته المقبلة امام فريقها أضرارا من خلال التواجد في وسط جماهيره وتلفظت بألفاظ وأحدثت شغبا كبيرا كالذي حدث في لقاء الاهلي والهلال الاحد الماضي هل يحسب ذلك على فريق لا ناقة له ولا جمل فيما حدث؟. مع نهاية العام الماضي قال نائب رئيس لجنة الانضباط عبدالله الناصر لن نسمح للالفاظ المسيئة في المدرجات العام المقبل (يقصد هذا العام)، خصوصا بعدما ترددت كثير ضد قائد المنتخب، وبكل أسف عادت من جديد مثل هذه الالفاظ في ملاعبنا وآخرها أمس الاول فغابت العقوبة، واصبح كلام الناصر حبرا على ورق! كل ما تذكر المتابع الرياضي ما حدث العام بين الاتفاق والنصر تراكمت امامه الكثير من الاسئلة، وهل القرارات وسرعة تنفيذها وردة الفعل تختلف من فريق الى آخر، في لقاء الوحدة والهلال في كأس الملك كانت القرارات سريعة، كذلك الحال لمباراة اول من امس بين الاهلي والهلال، بينما كانت في مباريات اخرى لا تحضر واذا حضرت فيها بعد فترة طويلة بطيئة كسير السلحفاة، وربما يتم التراجع عنها. على اي لائحة تعتمد هذه اللجان، اذا كانت مكتوبة لماذا لاتطبقها على الجميع دون مجاملة، واذا كانت غير ذلك لماذا لا يتساوى تطبيق العقوبة بغض النظر عن اسم المذنب حسب حجم الحدث؟