كشف استشاري الطب الباطني وأمراض الروماتيزم بكلية الطب بجامعة الملك سعود وعضو اللجنة الطبية الشرعية بمنطقة الرياض الدكتور صالح بن عبدالله الصقير أن هناك خلافاً علمياً كبيراً اتخذ أبعاداً سياسية واقتصادية واسعة حول لقاح انفلونزا الخنازير، وقال: إن هذا الخلاف العلمي لن يتوقف عند حد، فمن يمنع استخدام اللقاح المحتوي على المحفزات يستند إلى دراسات علمية موثقة ترى أنها ليست ضرورية، ومن يؤيد اضافة هذه المستحثات أيضاً يستند إلى دراسات علمية تثبت ان اضافة هذه المستحثات لها أثر ايجابي لتقوية المناعة، والقدرة على صد المرض. جاء ذلك في المحاضرة التي استضافها (منتدى العُمري الثقافي) والذي يشرف عليه الدكتور عبدالعزيز بن ابراهيم العُمري عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض، وحضره حشد كبير من الأطباء والمهتمين والاكاديميين، وشهدت مداخلات ساخنة دارت كلها حول هذا الوباء ومدى خطورته وآثاره على أفراد المجتمع. وأوضح الدكتور الصقير في محاضرته ان العالم الآن ينقسم إلى قسمين، قسم يستعملون اللقاح الذي يحتوي على مستحثات المناعة، وهي مادة (اسكولاين)، والقسم الآخر يستخدم اللقاح الخالي من أي مستحثات فقط المستخلص الفيروسي، لكن عندنا بالذات في السعودية صدرت تصريحات كثيرة تقول انه آمن وليس له أي ضرر، وهناك مبالغة في التيقن من غير مستند علمي تستطيع ان تملأ منه يدك، وهناك توجه آخر يقال ان اللقاح خطير يؤدي إلى العقم وإلى ضعف الذاكرة، وهناك من يقول انه فيروس مصنع لتدمير العالم. ولفت الأنظار إلى ان هناك أطروحات كثيرة في الانترنت والجرائد، ومنظمة الصحة العالمية لم تقل أن اللقاح انه آمن، وتؤكد الدراسات التي تمت على اللقاح ان الآثار الايجابية قليلة ونادرة وخفيفة، وتتمثل في احمرار في مكان اللقاح، أو صداع بسيط، أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، لكن لا يوجد اخطار حقيقية كبيرة، ويؤكدون ان قولنا ان اللقاح آمن نسبياً لكن لم يقولوا انه آمن مطلقاً. وأضاف الدكتور صالح الصقير ان الجانب الآخر يؤكدون انه لا بد من اجراء دراسات وافية للأطفال، لأن الفترة السابقة للقاح تركز على كبار السن، والناحية الثالثة التي تذكرها منظمة الصحة العالمية، حتى اثناء توزيع اللقاح، يجب أن تسجل كل شيء جديد، فمن المجازفة ان نقول أن منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية ان تقول انه آمن، ولو كان آمناً لوزعوه على شعبهم، وهذا يوفر عليهم من الجانب الاقتصادي. كما حذر سعادته من الشائعات التي ظهرت في الصحف والانترنت والانسياق معها والرجوع إلى المصدر والأساس للمعلومات وهي فرع منظمة الصحة العالمية في الانترنت للاطلاع على آخر الاحصائيات ومدى انتشار المرض وآخر ما توصلت إليه من معلومات واحصائيات وتحذيرات.