أكد نائب رئيس الوزراء التركي أن بلاده ليست لديها نوايا سياسية ضد إسرائيل من خلال عرض مسلسل تلفزيوني تركي أثار غضب الدولة العبرية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن براق ارينج المكلف أيضا الإشراف على التلفزيون العام "تي ار تي"، الجمعة "لا نوايا سياسية وليست هناك دوافع سياسية وراء أي من مسلسلاتنا". وتشهد العلاقات بين تركيا وإسرائيل أزمة رغم التحالف الاستراتيجي القائم بينهما في المنطقة، بسبب مسلسل تلفزيوني تركي تبثه "تي ار تي-1" الشبكة الأولى في التلفزيون العام التركي يظهر الجيش الإسرائيلي يرتكب مجازر بحق أطفال فلسطينيين. وأثار المسلسل غضب وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان واستياء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال اكينج أن المسلسلات التي تبثها "تي ار تي يمكن أن تعكس جزئيا الواقع ويمكن أن تبالغ قليلا لكنها مجرد مسلسلات". واضاف ان "العلاقات بين إسرائيل وتركيا كانت دائما متينة ونحن على ثقة بأنها ستبقى كذلك دائما". وقرر ليبرمان الأربعاء في اليوم التالي لعرض المسلسل استدعاء القائم بالأعمال التركي في تل أبيب حيث لم يتسلم السفير الجديد مهامه بعد. وصرح المسؤول في الخارجية الإسرائيلية ناور جيلاون بعد الاجتماع "لا يمكن لإسرائيل أن تقبل بتحريض على الكراهية ضد دولتها وجنودها يمكن أن يقود إلى هجمات على السياح اليهود والإسرائيليين العديدين الذين يزورون تركيا". وقال اكينج "إذا ارتكبنا خطأ أو وجدنا أي شيء في المسلسل يمكن ان يمس مصالح الأمة يمكننا دراسة الأمر سواء كان يتعلق بالتلفزيون أو بالحكومة". من جهته، قال نتانياهو "نشعر بخيبة أمل للتحريض الذي بثه التلفزيون التركي"، متسائلا "ما هو الاتجاه الذي تسلكه السياسة التركية؟ نأمل في أن يكون اتجاهها نحو ترسيخ السلام وليس في اتجاه المتطرفين". إلا أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو صرح أن تحسن العلاقات بين تركيا وإسرائيل مرتبط "بإنهاء المأساة الإنسانية" في غزة وتحريك جهود السلام في المنطقة. وقال للصحافيين "للأسف الهجوم على غزة وجه ضربة كبيرة لجهود السلام". ويظهر في المسلسل الذي يستخدم تقنية العرض البطيء لبعض المشاهد الحساسة ويلعب على تأثيرات الألوان، أطفال فلسطينيون يرشقون بالحجارة جنودا إسرائيليين يردون بإطلاق النار عليهم فيقتلون عددا منهم بينهم فتاة صغيرة تظهر وهي تبتسم قبل لحظات من سقوطها. كما يظهر في احد مشاهد الفيلم جنود يقتلون مولودا فيما والده يحمله بين ذراعيه بعد لحظات على ولادته في مبنى مهدما إذ لم يتمكن الزوجان من التوجه إلى المستشفى. ودافع الصحافي الإسلامي حقان البيرق مستشار منتجي المسلسل عن وجهة نظره، ردا على أسئلة شبكة سي ان ان التركية. وتساءل "لماذا تعتبر لقطات المذابح مبالغا فيها؟ السنا نتحدث عن دولة ارتكبت مذابح؟" وبدأت العلاقات بين البلدين تتدهور في الشتاء الماضي حين انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضح اردوغان الذي يقود منذ 2002 حكومة إسلامية محافظة لشبكة تلفزيونية عربية الأربعاء أن قرار إلغاء المناورات العسكرية مع إسرائيل اتخذ احتراما لرغبة الشعب التركي "الذي لم يعد يرغب بمثل هذه الأمور".