غناء ورقصات وموسيقى فلكلورية على أهازيج شعبية رددها ممثلو فرقة مسرح أوال البحرينية في عرض أقيم مساء أول من أمس (الأربعاء) وسط حضور اكتظ به مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام. العرض الذي أخرجه الموسيقي البحريني أحمد الصايغ وأعده الأخير عن نص مسرحي ل لؤي عيادة بعنوان "الناقوس" يعد التجربة الثانية للصايغ مع فرقة مسرح أوال البحريني بعد مسرحية (آمنة). إلا أن ثمة تحديا واجه المخرج البحريني خلال العرض السعودي وهو في كيفية تقديم عرض متكامل بعد إلغاء دور العنصر النسائي في العرض وذلك من خلال الاستعانة بتكنيك السرد عن الشخصية الغائبة (السكرتيرة)؛ يقوم بهذه العملية شخوص المسرحية التي تدور حول شخصية رجل وصولي، اسمه حسيب المحسوب (خليل المطوع)؛ الذي يتبرع صدفة بالدم لرجل ثري بعد حادث مروري، فيوظفه عنده ومن خلال النميمة والوشاية، يتدرج حسيب في مهنته، متمكنا من إزاحة نائب المدير العام ليحل محله مقتربا من المدير العام عبر الأساليب الملتوية والدسائس والإباحية. فحسيب يقع في العرض على النقيض من زملائه في العمل الذين بدورهم يتحولون إلى ضمير المجتمع لمحاسبة حسيب والتحقيق معه في سيرة حياة رجل بنى مجده على تعاسة الآخرين. وحكاية المسرحية هذه تبدأ بتجمع شباب ينطلقون بسرد حكاية حسيب الوصولي إلى أن نجدهم أنفسهم يقومون بتمثيل مشاهدها دون أي توقف. صحيح أن العرض البحريني كان اجتماعيا لا يكتنفه الغموض، وهذه طبعا ميزة مسرح أوال كما هو معروف، إلا أن العرض لم يخلُ من العلامات الدالة على الابتكار المسرحي في العرض البحريني فمستويات التجريب في "الناقوس" نجدها حققت شرط الفرجة والإمتاع دون اللجوء إلى الغموض والغرابة وهو ما نلاحظه عبر إغلاق الكواليس على الممثلين ليتجمعوا معا داخل العلبة مسرح أوال مقدما «الناقوس» على خشبة مسرح الدمام المسرحية التي حولت غرفة الملابس إلى جزء من الديكور، ضمن مناخ المتعة واللهو العام في العرض الذي لم يخلُ من الكوميديا الهزلية الساخرة من الشخوص ومن الواقع المر. لعبة الكراسي على أنغام الموسيقى والغناء الذي كان بمثابة فواصل بين المشاهد والفصول إضافة إلى الحركة الدؤوبة للممثلين على خشبة المسرح وتقمص الممثل الواحد لأكثر من شخصية بعد التنقل بينها بخفة ودون حواجز... كل هذه الصور المسرحية أخرجت للجمهور عرضا يحتمل تأويلات لعل أهمها أن الحياة ما هي إلا لعبة كراسي كبرى. المخرج أحمد الصايغ الذي أبدى سعادة خاصة بجمهور المسرح السعودي أكد أولا أنه استثمر معرفته الموسيقية في المسرح شاكرا جمعية الثقافة والفنون على استضافة مسرح أوال في البحرين كمبادرة جميلة. موضحا أن هذه المشاركة تعد الأولى لفرقة مسرح بحريني ضمن مسابقة مسرح في السعودية، علما أن ما بيننا سوى "خطوتين" على حد تعبير الصايغ الذي تمنى في حديثه ل"الرياض" أن تترك هذه المسرحية أثرا في الجمهور وهو ماحدث، مطالبا بأن تتكرر التجربة ومذكرا بأن مسرح أوال كان له قصب السبق في العرض داخل المسابقات السعودية وإن بوصفه عرضا مستضافا. ولم يكتف المخرج البحريني بعرض المسرحية وإنما قدم أيضا محاضرة بُعيد العرض حول التذوق الموسيقي وكيفية توظيف الموسيقى في المسرح وبين المشاهد الدرامية، شارحا مفهوم التذوق الموسيقي ومنتقلا إلى علاقة الموسيقى بالمسرح متحدثا عن نماذج من الموسيقى الأوبرالية وعارضا نماذج للحضور من (أوبرا عايدة) النسخة الإيطالية. ثم انتقل إلى شرح الموسيقى في الباليه منتهيا بعرض مشاهد مغناة من الفيلم المصري عايدة الذي أنتج عام "1942م".