على مدى عقود طويلة ظل المسرح السعودي مغيباً عن مجتمعنا ولعل مرد ذلك الظروف الثقافية والاجتماعية التي ضيقت من حدوده، إلى جانب تهميشه من قبل الدرس الأدبي على الرغم من كونه جزءاً من فنون الأدب العربي الحديث. من هنا اختارت الكاتبة والباحثة الأستاذة حليمة مظفر ان تدرس المسرح المحلي وتبرز كثيراً من قضاياه وهمومه وذلك في كتابها الجديد «المسرح السعودي.. بين البناء والتوجس» الصادر عن نادي الطائف الأدبي، وقد كشفت من خلاله واقع المسرح كفن مورس بتواضع على مسارح بعض المؤسسات الثقافية والتعليمية بالمملكة وسجلت أهم الأسباب التي تعتقد أنها أدت إلى تجاهل درسه والتي من أهمها: غياب المسرح الجماهيري وعدم وجود المراجع التي تهتم بالمسرح وقلة الدراسات التي درست المسرح السعودي، إلى جانب النظرة المتشائمة والضيقة للفن المسرحي، كذلك عدم قناعة جمهرة من المثقفين بالكتابة للمسرح، هذا بالإضافة إلى غياب الاهتمام الأكاديمي والمدرسي في التدريس المنهجي للنص المسرحي. وقد انطوى الكتاب على جملة من الفصول منها تمهيد عن الدراما القديمة والحديثة وتاريخ النص الدرامي السعودي وبنائه الدرامي، كذلك القضايا التي لامسها النص الدرامي السعودي والتي منها التاريخي والاجتماعي والاسطوري والتعليمي. كما وقفت مظفر عند أثر الثقافة الاجتماعية على الدراما المسرحية السعودية من سمات ايجابية وسمات سلبية، واختتمت فصول هذا الكتاب بخاتمة ومقترحات والتي من أهمها: احتياج المسرح السعودي إلى الدراسات النقدية والأدبية وكذلك رصد وتحليل النصوص المسرحية الشعرية والنثرية وعقد موازنة بين التجربتين وكذلك نزوع الحركة المسرحية المحلية إلى التجريب بشكل ملحوظ وأيضاً أهمية إنشاء معاهد متخصصة للفنون المسرحية مع توعية اجتماعية بثقافية المسرح وأهميته في المجتمع. هذا وقد ألحقت المؤلفة بهذا الكتاب جداول بالمسرحيات المطبوعة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات الميلادية والعقد الأول من هذا القرن.