كنت كتبت في آخر يوم في شهر رمضان المبارك الماضي وفي جريدة «الرياض» الغراء مقالاً موجهاً لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عن اهمال المساجد وعدم صيانتها وكذلك عن مصير حفظة كتاب الله عز وجل وما هو دور الوزارة نحوهم بعد التخرج لاسيما أنهم ينتمون إلى هذا البلد الطيب، وحيث ان المساحة المقررة لي لا تسمح بالمزيد في حينه كذلك خوفي من ان يقوم المحرر باختصار المقال مما يفقده توازنه وتماسكه؟ لذا سأحاول بمقالي هذا اكمال ما كنت أود ايضاحه. واقول وبالله التوفيق. يوجد لدى الوزارة طابور طويل من الأشخاص يتجاوز عددهم العشرة آلاف فرد أو يزيدون يطلق عليهم (الأئمة الاحتياط) كل واحد من هؤلاء يستلم مبلغاً وقدره (3100) ريال بالكمال والتمام شهرياً! ولا أعلم سبباً لهذه التسمية واحتياط لمن ؟ هذا في مدينة الرياض وحدها. علماً ان هؤلاء الاحتياط يشغلون وظائف أخرى في جميع الأجهزة الحكومية من وزارات ومحاكم ومدارس؟ ولو كانت هذه الكوكبة المباركة احتياط في القوات المسلحة لها الأمر فلربما تحتاجهم البلد أثناء الأزمات لا قدر الله وكما هو معمول في جميع أنحاء العالم. إنما أئمة احتياط للمساجد فهذه لا مكان لها من الاعراب. فلك ان تتصور انه عندما يشغر أي وظيفة في أي مسجد لإمام ومؤذن تجد من يتسابقون للظفر بها ليس حباً فيها بل لأنها مجال استثمار مجدي ودائم لأن المتقدم لديه وظيفة أخرى ثابتة؟ فهل يستهان بمسجد يكون في حي راق وبه فلتان جميلتان وراتب مجز فهل يوجد شخص يفرط بمثل هذه الهبات الربانية؟ هذا كله والأئمة الاحتياط لا يزالون كما هم (احتياط) لا يتحركون أنا على يقين ان الوزارة بارك الله فيها ليس لديها أي جواب مقنع وهي تعرف قبل غيرها ان هذا الأمر موجود على أرض الواقع. ويعلمه كل من يمتهنه الأئمة سواء كان ثابتاً أو متحركاً أو احتياطاً. وإذا رأت الوزارة ان مثل هذه الوظائف لا وجود لها فلتبين لنا ذلك وسنرد بالدليل القاطع وأرجو من مسؤولي الوزارة الموقرة أن يعلموا أنني لا أتحامل عليهم ها كذا إلاّ ولله ولكن كلامي من باب الاصلاح ومعالي الأخ الشيخ صالح آل الشيخ ويعرف صراحتي علم اليقين وأنا أكبر فيه هذا الشيء ولربما ان معاليه على غير علم بما تطرقت إليه ولا يقبل به. ومن غير المعقول ان يُلم بكل صغيرة وكبيرة في وزارته. لأن لديه من المهام الجسام التي اسأل الله ان يعينه عليها. ولكن قصدي من ذلك ومن واجبي ان أوضح مثل هذه التجاوزات لعل معاليه يقرأ مقالي ويصحح هذا الخلل غير البسيط؟ ربما يسأل شخص ما ولماذا لا تكون المناصحة شخصية فهل من المعقول حدوث ذلك؟ وما دور الصحف والكتاب إذا لم تكن لدينا الشجاعة والجرأة لقول الحق؟ خاصة إذا كانت الكتابة تصب في نهر واحد الا وهو المصلحة العامة؟ لولا ذلك فلماذا نكتب ونضع النقاط على الحروف وكما قال الله تعالى: (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) وإذا لم يتكاتف الكتاب مع المسؤولين وفتح باب النقاش فما الفائدة؟ وسنكون ظلمات بعضها فوق بعض ولن تصلح حالنا ما دمنا كذلك؟ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده والنائب الثاني حفظهم الله كلهم يحثون على الاصلاح والأمر به. فما دام ولي الأمر يأمر بذلك فلماذا يتذمر البعض منه الاصلاح واجب على الصغير قبل الكبير ولن يصلح حالنا ما لم نصلح أنفسنا أولاً ونخاف الله سبحانه وتعالى في حفظ الأمانة التي أوليت لهم من ولاة الأمر حفظهم الله كما حافظوا علينا.