زارت الرياض إحدى المدارس الأهلية والحكومية مع أول يوم دراسي للمرحلة المتوسطة والثانوية. وكانت هناك بعض المفارقات بين مستوياتهن الوقائية وطريقة استعدادهن فبينما كانت المدرسة (...) في البديعة تخلو من أي ملصق توعوي وتفتقر إلى أدنى مستويات الاستعداد بل وتعاني من سوء التهوية وأعطال المكيفات كانت المدرسة (...) في نفس الحي أشبه بمستوصف صحي، حيث تأهبت إدارته ومعلماته مع طالباته للتصدي والوقاية . في هذه الجولة تبين أن مدارسنا تختلف باختلاف إداراتها، وبالتالي ما يتحقق لها من إمكانيات وما تطلع به من مستوى رقي وجوده ... *في مدرسة أهلية* التقينا بالأستاذة نورية المزروع مديرة القسم الثانوي بأحد المدارس الأهلية والتي أوضحت أن إدارة المدارس اتخذت كافة الإجراءات والتدابير الهامة للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير حيث وفرت جميع الوسائل اللازمة للتوعية والوقاية من المرض فعملت على نشر الملصقات والنشرات الخاصة بالتعريف بالمرض وأسبابه وأعراضه ووفرت بكميات كافية مستلزمات التعقيم والتطهير والكمامات الواقية كما أنيط بكل المراقبات مسؤولية المتابعة وزودن بمقياس للحرارة ووفرنا عددا من خطوط الهاتف في المدرسة لسرعة التبليغ والمتابعة . كما أن هناك تشديد على السؤال عن أسباب غياب الطالبة ومتابعة حالتها الصحية هذا بالإضافة إلى الاهتمام المسبق بنظافة المدرسة والعناية بتطهير جميع مرافقها مع الحرص على توعية الطالبات وإرشادهن إلى الطرق الوقائية من المرض. كما أنا ألغينا الطابور الصباحي وجهزنا غرفة لعزل الطالبات المشتبه في إصابتهن. *وأخرى حكومية* في إحدى المدارس الحكومية بالحي لم يكن هناك أثر لأي ملصق توعوي بالمرض، كما تم إغلاق سقف الساحة بالكامل مما حجب أشعت الشمس وضيق مجرى الهواء في المبنى ليس هذا فحسب بل أصاب التماس كهربائي مكيفات الهواء المركزية أدى إلى عطلها، ولأن المدرسة لا يوجد بها عاملات نظافة سوى بعض "المستخدمات" الكبيرات في السن. فإن المدرسة تشكو قلة النظافة وتراكم الأتربة فضلاً عن المبنى القديم المتهالك. استوقفني في هذه المدرسة طالبة تضع كمامة عرفنا منها بعض التفاصيل السابقة فيما شاركتنا زميلتها بالتأكيد على أن المدرسة لم توفر للطالبات أي مستلزم للوقاية وأن أغلب الطالبات سيقمون بإحضار مستلزماتهم الوقائية بأنفسهن. مديرة تلك المدرسة أبدت تجاوبها معنا فقط في حالة واحدة عندما يكون لدينا خطاب من إدارة التعليم !! بينما كانت مشغولة باستلام خطابات أوامر القبول لعدد من الطالبات المنقولات . توجهنا إلى إحدى الأمهات المرافقات لبناتهن، حيث ذكرت أن هناك مخاوف يشعر بها الأهل تجاه عودة الطلبة والطالبات للدراسة في ظل انتشار المرض وأضافت في مثل هذه المدرسة تزداد مخاوفنا فلا أرى أي اهتمام من المدرسة عدا أن عدد الطالبات يبدو فيها كبير جداً ولكن" ما باليد حيلة " هي المدرسة الأقرب إلى بيتنا. *موجهات في المدارس* وفي أثناء تواجد الرياض بإحدى مدارس الغرب كان عدد من موجهات إدارة التعليم تزور المدرسة والتقينا بالأستاذة هدى عبدالعزيز الطياش مشرفة إدارية بمكتب غرب الرياض، حيث ذكرت أن جميع المشرفات الفنيات والإداريات مكلفات بمتابعة المدارس والإشراف على تجهيزاتها واستعدادها لاستقبال الطالبات في ظل ظروف تفشي مرض إنفلونزا الخنازير مشيرة إلى أهمية رفع مستوى التوعية وأخذ جميع الاحتياطات الوقائية لسلامة الطالبات وقالت أن الاستعداد بدأ مبكراً بعمل عدد من الاجتماعات مع المعلمات لتزويدهن بالتوعية اللازمة وإرشادهن إلى كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها . كما أنه خلال هذا الأسبوع سيعقد اجتماع بالأمهات لتأكيد على ضرورة متابعتهن لأي تغيرات مرضية وعدم إجبار الطالبة على الذهاب للمدرسة في حال شعورها بأي عارض صحي . وقالت الطياش أنه نتيجة إلى عدد الطالبات الكبير جداً في بعض المدارس إذ يصل في إحداها إلى ألف ومائة طالبة فإنه يتعذر توفير المستلزمات الوقائية الكافية لمنسوبات المدرسة لذا فإن بعض مديرات المدارس ومعلماتها يقمن بتوفير تلك المستلزمات الوقائية من صندوق المدرسة بل إن بعضهن تقوم بذلك بجهود فردية وتصرف من جيبها الخاص وهو عمل نبيل يشكرن عليه، وأود أن أوضح أن من واجب مديرة المدرسة أن تسعى لمصلحة الطالبات وأن تراعي الله في الأمانة وستجد مساعدة ومؤازرة من الإشراف التربوي وجميع إدارات التعليم المعنية بما يخدم بناتنا الطالبات ويؤمن الحفاظ على صحتهم وسلامتهم. فيما أكدت المشرفة أسماء محمد القحطاني على أهمية استشعار المسؤولية لدي مديرة المدرسة وقالت إنها الأساس في روقي المدرسة وتقدمها نحو مستويات أفضل في كافة المجالات فإذا كان لديها حس عالي بمسؤوليتها فإنها ستبادر إلى كل ما فيه منفعة للمدرسة وطالباتها ولن تنتظر من يسألها عن الاحتياج أو يتابع عملها ولدينا ولله الحمد عدد من مديرات المدارس ومعلماتها يبذلن كل ما في وسعهن ويقمن بدورهن وأكثر والنتيجة أن أوائل الطالبات وأفضل المعلمات مستويات من منسوبات تلك المدرسة. وأضافت أنه متى ما توفر الوعي الشامل وقام كل بدوره على أكمل وجه فلن يشكل المرض أزمة كبيرة تعيق مسيرتنا التعليمية.