الجملة تلك جرى تداولها في ماضي بلادنا. وتعنى أن العطش ربما دفع الظامئ إلى الوسائل غير العادية لإرواء ظمئه، حتى لو كسر حوض الماء. تلك النزعة ترافق بعضنا عند الرغبة في اقتناء المياه المعبأة التي انتشرت وصارت تباع في البقالات ومحطات الوقود. وقليل من يراجع نفسه قبل شرائها وشربها فهى كلها «ماء صحة» - هات كرتون صحة..! الخميس الماضي أتت هذه الصحيفة بعنوان بارز يقول إن هيئة الغذاء والدواء حذرت من ثلاثة أنواع من منتجات المياه تلك، وعرضت صوراً ملونة للمنتجات مع أسماء ومقرات الشركات المنتجة. وسحب المنتجات ، والتحذير كان بسبب مخالفتها الواضحة لمعايير الإنتاج. وتباشر مستهلكو المياه على انفتاح هيئة الغذاء والدواء على أساليب لفت أنظار الناس مستهلكا ومنتجا إلى مخاطر قد تجهلها نسبة كبيرة من البشر. ويتضح للفاحص للموضوع برمته أن تلك الشركات تتعجل وتريد أن تلحق بذروة الصيف أو موسم رمضان وشعيرة الحج التي يكثر فيهما أهل الخير من شراء العبوات الكثيرة لتوزيعها والتبرع بها. أو إدخالها إلى مبرات خيرية لاتدقق كثيراً في عناصر التكوين، فتمشي الأمور ويقبض الكاسب. ولعل نهج هيئة الغذاء والدواء هذا يأتي كمنطلق جديد وعصري ومبرر لتبيان ما يجرى إنتاجه واستهلاكه، واسم المنتج وصورته واسم الشركة وشعارها وعلامتها التجارية. والنظام لايعارض ذلك مادامت الهيئة تحتفظ بالإثبات وتتجنب القدح والذم والتقريع والتعنيف. أي تأتي بالاسم والحقائق العلمية للمنتج، وتشرحها للمستهلك بلغة مبسطة ودون توبيخ قاس للشركة المنتجة. وربما يكون المنتِج من أهل الخير ولن يأتي منه رد فعل سلبي، كأن يطالب برد اعتبار أو مقاضاة الهيئة، فالمسألة مسألة وطن وصحة أبناء وطن ورضا مستهلك. وبتصحيح الشائعات التي دارت أو تدور حول المنتَج، ومعالجتها فإن المنتِج يأخذ وضعاً تجارياً وسوقيا مستقرا بدلاً من أوضاع مقلقه تؤرق مشروعه أو مشاريعه المستقبلية