طلب الشيخ أحمد ديدات رحمه الله بابا الفاتيكان للحوار، شرط أن تُبث تلك المحاورة إلى دول العالم على الهواء مباشرة، كان عرضا مغريا للبابا بصفته يمثل قمة الكنيسة وأعلمها وأكثر رجالاتها إلماما بها بالإضافة إلى قداسته وعصمته بالنسبة لأتباعه، بعكس ديدات الذي كان مغمورا بالنسبة لعامة المسلمين بل ولكثير من علمائهم آنذاك، فوافق البابا بشرط أن تكون المناظرة في مكتبه، بعيدا عن الكاميرات والفضاء والشمس والهواء وربما الماء!!! وذات يوم كان ديدات على وشك البدء في مناظرة مع القس الأمريكي الشهير (جيمي سواغارت) فأراد سواغارت السخرية من تعاليم الإسلام قبل البدء بالمناظرة فقال: المسلمون يتزوجون أربع نساء، أما نحن فنختار أفضلهن من أول طلقة، لم يعلق (ديدات) فهو أذكى من أن يشتت موضوع المناظرة التي سقط فيها سواغارت سقوطاً ذريعاً، وبعد شهر.. أجل بعد شهر سقط سواغارت سقوطا أشنع عندما تم اكتشافه يمارس الرذيلة مع إحدى فتيات أغلفة (البلاي بوي) ولا أدري أين ذهبت (أفضلهن) ولا ما شعورها بعد تلك الطلقة.؟! في ثقافتنا الإسلامية نرحب بالحوار، بشرط أن يكون بالتي هي أحسن، لا بالسب والشتم والرسوم القذرة، والسخرية من الأحكام، وفي ثقافتنا يعتبر الإيمان بالتوراة والإنجيل المنزلة ركنا من أركان الإيمان، وفي ثقافتنا نرى الإيمان بموسى وعيسى عليهما السلام كالإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام، وعلى امتداد التاريخ أسرنا منهم الكثير في حروبنا، فلم ولن نقوم بالتبول على كتب خصومنا المقدسة لإهانتهم أو الدوس عليها أو رميها في المراحيض، بل أمرنا بمعاملة أسراهم بمنتهى الرحمة كالأيتام تماما، ومهما قتلوا منا واغتصبوا وشتموا نبينا وقذفوا (أمهات المؤمنين) فنحن ما زلنا نعتبر قذف مريم أم المسيح عليه السلام أشد من قذف بناتنا وأمهاتنا، ونعتبر ذنب اغتصاب أي امرأة مسيحية أو يهودية كذنب اغتصاب مسلمة. سمع الأديب الكبير الراحل (برنارد شو) مواطنه يشتم الصحابة ويصفهم بالبدو المتخلفين، فرد ساخراً: هؤلاء البدو أرقى منك، أنت تصف صحابة نبيهم بالهمج، بينما يصف هؤلاء البدو صحابة نبيك بالحواريين. أدرك (شو) عظمة الإسلام بعد أن قرأه ثم قال: (تنبأت بأن دين محمد سيكون معتنقا في أوروبا، كما أنه بدأ يكون مقبولا في أوروبا اليوم) وتحدث عن سر توقعاته اكتساح الإسلام لأوروبا اليوم قائلا: (يجب أن يُلقب محمد (منقذ الإنسانية) وأوروبا في العصر الحاضر بدأت تعشق عقيدة التوحيد).