في عودتي للحديث عن إنفلونزا الخنازير ، التي تسري أحاديثها المحمومة في كل مجالسنا رغماً عنا ، لن أخوض في مسألة صحة لقاحها أو التشكيك فيه ، وقد ناقشتها – بحيادية - في تحقيق صحفي مصغر جمعت فيه بعض الآراء المتباينة حول قناعة الأمهات بإعطاء اللقاح لأولادهن في المدارس ، وإن كان معظمهن أجمع على التروي وعدم إعطائه لهم بالوقت الراهن ريثما يتبين لهن ماهية الأمر بوضوح . لن ألوم أولياء الأمور المترددين حيال اللقاح ، فالأمر متروك لقناعتهم ومدى ثقتهم بتصريحات وزارة الصحة المؤكدة لأمن اللقاح ، فقط ألفت انتباههم إلى أن منظمة الصحة العالمية أيضاً أكدت ، هذا الأسبوع ، ثقتها في اللقاح (إتش1 إن1) واصفة إياه بأنه " الوسيلة الأكثر أهمية في مواجهة الوباء " . وحسب ما جاء في تصريحها أن " الآثار الجانبية العكسية الخفيفة للقاح مثل التشنج العضلي والصداع أمور متوقعة في بعض الحالات لكن يجب على كل فرد يتسنى له الوصول للقاح أن يحصل على تطعيم " ، وأخبرتنا أن " حملات تطعيم كبيرة ضد فيروس إنفلونزا الخنازير تجري حاليا في الصين وأستراليا وستبدأ قريبا في الولاياتالمتحدة وأجزاء من أوروبا " .ما يهمني الآن أكثر في هذا الموضوع ، ريثما يتم ترسيخ القناعة التامة بأمن اللقاح في أذهاننا ، هو مسألة التوعية الوقائية التي يجب ممارستها على كافة المستويات ، ابتداء من الأسرة وانتهاء بمؤسسات الدولة الأخرى . المدارس قالت إنها اتخذت إجراءاتها الاحترازية ، ويبقى على الأسرة أن تتبع التعليمات وتتخذ تدابيرها التوعوية والوقائية التي ستغني عن اللقاح في الوقت الراهن بإذن الله . من هذه التدابير أذكر بعض الأمور التي زودتنا بها إحدى الرسائل الالكترونية التثقيفية منها " تفهيم الأبناء حقيقة المرض بدون هلع ، وتوجيههم بنصائح تربويه دون ترهيب أو تخويف ، وتوعيتهم بأهمية نظافة اليدين والاغتسال ، وكذلك الابتعاد عن تجمعات الطلاب أثناء الفسحة ، والبقاء في الأماكن المفتوحة عند الخروج حتى تخف الزحمة وعدم مزاحمة الطلبة في البوابة عند الخروج . ثم تنبيه الأبناء لعدم التعرض للتيارات الباردة كالتعرض المباشر لهواء المكيف البارد ، أو الخروج من دورات المياه بعد الاستحمام والجسم مبلل بالماء ، أو الوقوف أمام المكيف والجسم مبلل بالعرق.مع ضرورة أن لا يذهب الطالب إلى المدرسة إلا وفي جيبه علبة مناديل صغيرة يدرب على استخدامها في حالة شاهد احد زملائه يعطس أو يكح . وحثت الرسالة الأمهات على تحضير كأس من مغلي اليانسون لكل طفل وطفلة يتناولونه على الريق وقبل الإفطار .وعند عودتهم من المدارس يجهزن لهم كأساً من عصير الليمون يمنحهم القدرة على المقاومة ويزيد مكونات فيتامين سي في أجسامهم.كما أكدت على أهمية أن لا يخرج الطفل من المنزل إلا وقد تناول وجبة الفطور حتى لا يجوع أثناء الفسحة ويذهب إلى زحام المقاصف المدرسية ،ويفضل أن لا يعطى الأطفال مبالغ مالية للفسحة بل يتم شراء وتجهيز ما يشتهونه من عصير ومأكولات من الليل، بناء على رغبتهم لا على رغبة الأهل ، وإعطائه إياهم كفسحة عينية لا نقدية . صحيح أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ولكن ديننا أيضاً حثنا على أخذ الحيطة " اعقلها وتوكل " .. نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة لنا ولجميع المسلمين .