حدا التخوف من انتشار مرض انفلونزا الخنازير في المدارس، ببعض المعلمين والمعلمات في المنطقة الشرقية إلى ابتكار تدابير وقائية خاصة، وتمثلت إحداها في استبدال القهوة والشاي باليانسون في الغرف المخصصة لهم، وذلك بعد أن تناقلت وسائل إعلامية أخيرا خبر اكتشاف الأطباء الدور الوقائي لليانسون من انفلونزا الخنازير. لكن المعلمين والمعلمات يجهلون نوع اليانسون الذي أوصى به الأطباء، وهو اليانسون الصيني أو ما يسمى بالنجمي وهو على شكل نجمة ومختلف عن اليانسون الذي ينبت في المناطق العربية، ورغم ذلك يصرون على احتسائه بديلا عن الشاي، ويؤكد المرشد الطلابي عبدالرحمن السهلي أنه لم يكن يعرف اليانسون إلا بعد أن تداول الناس أنه يقي من فيروس انفلونزا الخنزير. وتناقلت منتديات إلكترونية وبشكل واسع خبر فاعلية اليانسون في الوقاية من فيروس انفلونزا AH1N1 ما أحدث إقبالا غير مسبوق لطلب اليانسون من المحال التجارية والعطارة، ويرى المعلم عبدالله القحطاني أن الإقبال على اليانسون سيزيد مع الشكوك حول مخاطر لقاح انفلونزا الخنازير والانتقادات العنيفة التي وجهت له. ولا تخلو غرفة معلمات المدارس حاليا من شراب اليانسون، وهو ما تؤكده المعلمة عائشة راشد، تقول إن المعلمات يحضرن اليانسون معهن إلى المدرسة بعد تجهيزه في البيت، وتشير إلى أن فائدة عشبة اليانسون في المناعة للجسم ليست بالأمر الجديد على المعلمات، فالنساء يشربن اليانسون من وقت إلى آخر، لكن نسبة الإقبال زادت أخيرا. واليانسون نوع من الأعشاب الطبية وتعد القارة الآسيوية الموطن الرئيسى له، وتنتشر زراعته فى هونج كونج والصين، ويقبل عليه مواطنو آسيا كأحد التوابل الرئيسية التى تكسب أطعمتهم مذاقا خاصا. إلى جانب استخدامه في المطبخ الآسيوي، يستخدم اليانسون النجمي في بلاد الصين لعلاج المغص عند الأطفال الرضع، كما يستعمل علاجاً للصداع وآلام البطن والآلام المعوية. وفي السنوات الماضية، عمدت شركات العقاقير الطبية لشرائه من الصين. وعودة إلى تدابير المعلمين للوقاية من الانفلونزا المعضلة، ابتكرت مدرسة ابتدائية للبنات في الخبر طريقة جديدة للتفريق بين الطالبة المشتبه في إصابتها والسليمة، وذلك بوضع علامة من الخيوط البنفسجية والبيضاء للطالبة السليمة ومنح الطالبة المشتبه في إصابتها كماما واقيا إلى حين استدعاء ولي أمرها لأخذها للمركز الصحي، وكل ذلك يتم في ساعات الصباح الأولى وقبل بداية الطابور الصباحي.