عبر عدد من سكان المنطقة المحيطة ب"شارع الهفوف" الواقع بحي النسيم شرقي العاصمة، والذي اشتهر باسم أحد المستوصفات الأهلية، عن استيائهم مما آل إليه حال الحي بعدما وصفوه بسيطرة العمالة الوافدة عليه وتفاقم نفوذهم داخل شوارع فرعية معظم قاطنيها من العائلات والمواطنين السعوديين، وتهاون عدد من أصحاب المكاتب العقارية في ضبط عقد التأجير وتحويل المقيمين لشارع الهفوف والشوارع المتفرعة منه إلى مواقف لشاحناتهم وسياراتهم ومعداتهم، مما غير كثيراً من معالمه، فلم يعرف اتجاه الشارع إن كان ذهاباً أو إياباً. "الرياض" قامت بجولة والتقت عدداً من قاطني الحي، الذين تحدثوا بمرارة عما يدور في منطقتهم من ممارسات خاطئة تسيء إليهم وإلى حيهم من عمالة وافدة لاتبالي بالأنظمة ولا رادع لها كما يرون. ومن خلال الجولة تبين لنا أن هناك العديد من الممارسات الخاطئة التي تتم داخل الحي، حيث توجد الكثير من المقطورات التي تركها أصحابها، إلى جانب سيارات مصدومة متوقفة على جانبي الطريق، والتي يؤكد الكثير أن لها وقتاً طويلاً وهي على هذا الحال، بالإضافة إلى تواجد بقايا أخشاب تركتها العمالة ملقاة في الشوارع الفرعية المحيطة، وبعضها يتم استخدامها، بمعنى أنهم جعلوا الشارع مستودعاً لأغراضهم ومستلزماتهم، وهناك استراحات بين المنازل تستخدم كإسكان للعزاب (من العمالة)، وفي الحقيقة من يزور تلك المنطقة يعتقد أنه داخل منطقة صناعية. وقال مطر محسن العتيبي: مشكلة الشارع قديمة مع الإهمال، حيث تزاحمنا الشاحنات وحولت منطقتنا إلى مواقف لشاحنات كبيرة تقلقنا وتقف على جانبي الطريق لفترات طويلة، حتى إننا أصبحنا لانجد موقفاً لسياراتنا، ولقد تقدمنا بشكوى لإدارة المرور وقامت بحملة وتم إخلاء الشارع وجرى إبعاد الكثير من السيارات التي كانت متوقفة بشكل غير نظامي على جانبي الطريق، فيما لم تسحب أو تبعد الشاحنات، ولكن بعد عدة أيام عاد الحال إلى سابق عهده، والشاحنات الموجودة هنا معظمها يقودها عمالة وافدة تقطن الحي في مساكن عزاب وسط تجمعات من أبناء جنسهم، وأصبحوا يشكلون تكتلات كبيرة ومخيفة بالحي، كما تسببوا بحوادث كثيرة نتيجة إغلاقهم للشارع لعدم رؤية السائقين لبعضهم بسبب ضيقة. ومن جانبه قال دخيل المساعد: الشارع أصبح موقفاً للشاحنات ولم تعد تستطيع السيارات في كثير من الأحيان المرور بينها لضيقه، حيث انه ذو ثلاثة مسارات، والآن وبهذه الطريقة أصبح بمسار واحد في كل اتجاه، وإلى جانب الوقوف الخاطئ والشاحنات، هناك معدات تظل لفترات طويلة دون أن تتحرك، مضيفا: وهناك من يحضر شاحنته ويركنها إذا سافر سائقها أو هرب، ويقوم بسحب لوحاتها حتى لايتعرف عليها المرور، والشارع يعتبر منطقة تجمع عمالية، ففي كثير من الأوقات ترى العمالة تقوم بتغيير زيت معداتها وسط الشارع دون مراعاة لنظافته وترمي مخلفاتها فيه، وتقوم بفك المعدات وتركيبها بحجة أو أخرى للجلوس والحديث في الشارع، وهذه عادات لانحبذها في مناطق تقطنها عائلات. الشاحنات تقف على جانبي الشارع مما يضيق الطريق ورأى محمد المطيري أن وجود مثل هذه العمالة خطر على الحي وساكنيه، خاصة أن المنطقة تعتبر عائلية، وتجمع العمالة بهذا الشكل يعد فيه مضايقة، مشددا على ضرورة تدخل السلطات المختصة ومحاسبة المتسببين في تحويل الشارع إلى موقف للشاحنات والمعدات، وهو مايزعج جميع سكان الحي، مؤكدا أن هذا التصرف أدى إلى حوادث كثيرة. ويقول فارس الحربي، وهو مؤذن لمسجد قريب من الشارع، أن العمالة تسببت في مضايقة للمسجد بتحويل مواقف المسجد والشوارع المحيطة به لمواقف لشاحناتهم، حتى أن كثيرا من المصلين يتذمرون من الطريقة التي تقف فيها تلك الشاحنات، مطالباً بإبعاد الشاحنات، أو أن يتولى أصحابها إيجاد مواقف لهم بعيداً عن الأحياء السكانية، موضحا أن الشارع يزدحم بشكل كبير في أثناء خروج الطلاب إلى المدارس في الصباح الباكر مع توجه هؤلاء إلى أعمالهم. وأضاف احمد المطيري قائلاً: هؤلاء العمالة يتجمهرون بشكل عشوائي في متأخر الليل، وفي كثير من الأحيان نراهم يتجمعون أمام المنازل للتدخين والحديث ومعظمهم من الساكنين في شقق قريبة من الشارع، وذلك في أوقات متأخرة تخلق الريبة والخوف من تصرفاتهم. من ناحيته أكد عبد الرحمن دعيبل العنزي أن المكاتب العقارية تقوم بتأجير المساكن للعمالة داخل مناطق عائلية وأحياناً مع الأسر في العمارة الواحدة، وتجد انه لافرق بين شقق العزاب والعائلات، وكثير من هذه العمالة تستغل هذا الأمر، مما يؤدي إلى الفوضى الحاصلة الآن في الحي، مضيفا: الفئة هذه لها ممارسات خاطئة داخل المنطقة السكانية، حيث يقومون برمي مخلفاتهم بالشارع، ويخرجون في كثير من الأحيان بملابس خادشة للحياء، ويجتمعون بالقرب من معداتهم بشكل كبير ولأوقات طويلة دون احترام للساكنين، مناشدا الجهات المختصة بمتابعة وضع هذه العمالة وإلزام أصحاب المكاتب العقارية بعدم التأجير لهم داخل الأحياء السكانية لتذمر الجميع منهم حسب قوله. وطالب جميع سكان الحي ممن التقيناهم باستمرار الحملات الأمنية، مؤكدين أنها آتت ثمارها وحسَّنت الوضع الأمني في الشارع عما كان عليه في السابق، ولو استمرت لوقت اكبر لحققت فائدة أكثر، كما طالبوا المرور بالتصدي لمخالفي الوقوف. مواد البناء تتكدس وسط الشارع (عدسة عبد الله العجمي)