يتسبب مرض الزهايمر في مراحله الأولى في تعرض الناس لنسيان الأشياء الصغيرة مثل الأسماء أو مكان احتفاظهم بالمفاتيح. وبمرور الوقت تزداد الزلات الخاصة بالذاكرة. والزهايمر مرض عضال في المخ يتطور مع الوقت لا تزال أسبابه مجهولة. لكن الخبراء يأملون في أن الإستراتيجية الصحيحة يمكن أن تؤخر وبدرجة كبيرة تطور المرض. وفي ألمانيا على سبيل المثال من 2ر1 إلى 5ر1 مليون شخص من عدد سكان يبلغ 3ر82 مليونا يعانون من بعض أشكال العتة. وذكر تقرير للسلطات الألمانية أن ما يقدر بنحو 60 بالمائة منهم لديهم الزهايمر. وقالت أليزابيث ستيشل من المستشفى الخيري ببرلين "إن العدد التقديري للحالات هو بالتأكيد أعلى". ورغم أن سبب هذا المرض لا يزال مجهولا يعتقد الباحثون أن الصفات الوراثية وتأثيرات خارجية أخرى تلعب دورا. والسن الذي يصبح فيه الناس أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض هو 65. وقال البروفسور جونثر دوشيل مدير عيادة الأمراض العصبية في عيادة جامعة شوليسويج - هولشتين "في الناس المصابين بعتة الزهايمر فإن خلايا المخ المسئولة عن تنشيط وحركية المخ تصاب بالفشل". ويتطور المرض على مراحل مختلفة. ففي البداية تكون مجرد عدد قليل من الخلايا وفي النهاية تفشل المزيد والمزيد من الخلايا. وعلى المريض أن يتعامل مع فكرة إنه لا يوجد علاج. وقال البروفسور هانز جيورج نيهن مدير عيادة طب الشيخوخة بمستشفى إليزابيث في إيسن "لكن هناك الكثير الذي يمكن لأي شخص مصاب بالمرض فعله لتأخير تقدم المرض". فبعد تشخيص المرض لا يحتاج الشخص إلى الخوف من إنه سرعان ما يتحول للجنون أو يصبح معتوها رسميا. وقالت ستيشل "الكثير من الناس لا يعرفون أن العتة يبدأ بتغييرات طفيفة للغاية في القدرة العقلية". ويمكن أن تمر عشر سنوات بين المشاكل الأولية في الذاكرة والمراحل الخطيرة للمرض. وقال دوشيل "لقد تطورت في الوقت نفسه علاجات فعالة للغاية". والأكثر فعالية من العلاج بالعقاقير هو النشاط الذي يقوم به المرضى أنفسهم". وقالت ستيشل "كلما أصبح مرضى الزهايمر نشطاء في وقت مبكر كلما ارتفعت فرص وقف تقدم المرض". فالنشاط البدني والعقلي يحمي من تدهور العقل. وسواء كان النشاط البدني القيام بالمشي بانتظام أو السباحة أو ركوب الدراجة فإن الأمر لا يهم. وقال دوشيل "النشاط البدني يقوي ليس فقط الجسم ولكن أيضا يساعد ويدعم المخ". وأضاف دوشيل بأن العقل يحتاج إلى الكثير من الحوافز قدر الإمكان والتنوع يحافظ على العقل مع استمرارية حل الألغاز والاستماع للموسيقى والمناقشة مع الزملاء وكتابة القصص والذهاب للسينما. وقال نيهن إنه من المهم لمرضى الزهايمر عدم التوتر لأن التوتر يتسبب في المزيد من النسيان. وقال "إن الطريقة الأكثر فعالية لمواجهة النسيان هو الاستمتاع بالحياة والأشياء التي تجعلنا نشعر بالسعادة أكبر قدر ممكن". فالذكريات أكثر كثافة عندما ترتبط بالعاطفة. فيجب تمضية الوقت مع الأصدقاء والذهاب في نزهات خاصة والمشاركة في هواية مثيرة فيجب على الأشخاص اتباع عواطفهم. من جهة أخرى، حذر باحثون من أن التوتر والضغط النفسي المزمن من أكثر الاسباب التي تؤدي إلى مشاكل خطرة من بينها الجلطة الدماغية واحتشاء الدماغ. وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "بي أم سي" الطبية الأميركية أفاد باحثون من أكاديمية ساهلغرنسكا في جامعة غوتنبيرغ ومستشفى ساهلغرنسكا في السويد أن الكثير من المرضى الذين تمّ إدخالهم إلى المستشفيات بحالة عاجلة شكوا من أن إصابتهم بالجلطة الدماغية سبقتها معاناتهم لفترة طويلة من التوتر والضغط النفسي. وقالت الباحثة كاتارينا جود من أكاديمية ساهلغرينسكا "يبدو أن هناك ارتباطاً ما بين الضغط النفسي والجلطة الدماغية ولكن يجب النظر إلى ذلك بكثير من الحذر". وأضافت بأنها سألت 600 مريضاً أصيبوا بالجلطة الدماغية أو الاحتشاء في الدماغ تعبئة استمارات بعد 10 أيام من دخولهم إلى المستشفى بسبب ذلك وذكر ما إذا لم يشعروا قط بالضغط النفسي قبل ذلك أو أنهم كانوا دائما يعانون من هذه الحالة. وقالت "تبين لنا وجود ارتباط بين الضغط النفسي لهؤلاء والإصابة بالجلطة الدماغية مع التفاوت وفي ذات السياق.