شهدت مدينة القدس وتحديدا منطقة الحرم القدسي امس مجددا مواجهات عنيفة بين المرابطين من ابناء فلسطين وقوات الاحتلال التي فرضت تدابير قمعية مشددة ودفعت بتعزيزات كبيرة لتأمين الحماية لقطعان المستوطنين واليمين المتطرف الذي اعلنوا نيتهم اقتحام المسجد الاقصى المبارك. وكان قرابة مائتي مواطن فلسطيني اعتكفوا داخل المسجد الاقصى منذ الليلة قبل الماضية تحسبا لقيام مجموعات من اليمين اليهودي المتطرف باقتحام المسجد امس لاداء طقوس تلمودية داخله لمناسبة ما يسمى ب "عيد العرش" او "المظلة"، الا ان قوات الاحتلال التي حولت القدس ثكنة عسكرية فرضت حصارا مشددا على المسجد وهددت باخراج المرابطين بالقوة واعتقالهم. واثر ذلك سادت حالة من التوتر جميع احياء المدينة المقدسة، وخرج الاهالي وطلبة المدارس في مسيرات في محاولة لفك الحصار عن المعتكفين داخل المسجد، الا ان قوات الاحتلال تصدت لهذه التظاهرات لتتحول العديد من احياء المدينة ساحات للمواجهة مع المحتلين خاصة عند باب الاسباط وباب حطة ما ادى الى اصابة عدد كبير جراء اطلاق قنابل الصوت والغاز والاعتداء عليهم بالهراوات. في غضون ذلك، هبت الجماهير الفلسطينية في اراضي 48 لنصرة الاقصى وحماته ومن اجل التصدي لأي محاولة لاقتحام المسجد من قبل اليمين اليهودي المتطرف. وخرج العشرات من قراهم ومدنهم في الداخل منذ ساعات الفجر الا ان شرطة الاحتلال اعترضتهم على حواجز اقامتها، خاصة على مداخل الناصرة وام الفحم وحيفا وسواها ولم تسمح لهم بالعبور، وفقا لما ذكرته مؤسسة الاقصى لحماية الوقف والتراث. غير ان العشرات من هؤلاء نجحوا بعد عناء كبير في الالتفاف على الحواجز الاسرائيلية والوصول الى مدينة القدس، حيث اعتصموا وابناء القدس عند باب الاسباط، بعدما لم يسمح لهم بدخول المسجد الاقصى. وعندما اخذ البعض يؤدون صلاة الضحى هاجمتهم عناصر شرطة الاحتلال وخيالته واندلعت مواجهات اسفرت عن اصابة العديد منهم بجراح ومن ضمنهم الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في اراضي 48، قبل ان يتم اعتقاله في وقت لاحق واربعة اخرين على الاقل ونقلهم للتحقيق في سجن المسكوبية.