تحث المنظمات غير الحكومية الاميركية الرئيس باراك اوباما على اطلاق مبادرة سلام جديدة في دارفور في حين تعتبر مبادرات الموفد سكوت غريشن غير مفهومة بالنسبة لها. وكانت الادارة الأمريكية قد قررت قبل سبعة أشهر مراجعة سياستها ازاء السودان لكن النتيجة التي كانت من المتوقع ظهورها قبل شهرين في أغسطس لم تعلن حتى الآن. ومما زاد الوضع تعقيدا ان مصير دارفور لا يمكن فصله عن النزاع السوداني الاخر بين الشمال والجنوب والذي يخشى ان يؤجج بعد سنوات من الهدوء. الا ان البيت الابيض لم يقف مكتوف الايدي. فقد اثار اوباما صدمة بإقراره بوجود "عملية ابادة جارية في دارفور" وعين الجنرال المتقاعد سكوت غريشن موفدا خاصا للسودان. وكثف الجنرال غريشن تنقلاته ميدانيا سعيا في اول الامر الى توحيد صف قادة التمرد في الإقليم كي تكتسي محادثاتهم المحتملة حول السلام مزيدا من المصداقية. واعرب سام بيل مدير شبكة جمعيات "جينوسايد انترفنشن نتوورك" عن دعمه الخطة معلنا "انه امر صعب جدا ولم ينجح حتى الان لكنه عنصر اساسي في السلام في دارفور". وبشكل عام اعتبر ان الولاياتالمتحدة "تفتقر الى استراتيجية جيدة" وان "استمرار الوضع على ما هو عليه يصب في مصلحة حكومة عمر البشير". وتدعو المنظمات غير الحكومية اوباما الى التحرك وتجديد الضغط على النظام في شكل مبادرة سلام. ويجب ان تشرك المبادرة الدول التي لها وزن في المنطقة مثل مصر والصين التي تتزود بالنفط السوداني، على ان تذهب الى حد اعداد مشروع اتفاق سلام. ومنذ تعيينه جازف غريشن بالانفتاح نحو نظام الرئيس عمر البشير -الذي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وضد الانسانية. وذهب موفد اوباما الى حد معارضة العقوبات المفروضة على البلاد منذ 12 سنة. واعتبرت المنظمات الاميركية في معظمها ان الاقتراح ليس متأنيا، مذكرة بأن 2,7 مليون من سكان دارفور ما زالوا يعيشون ظروفا قاسية في مخيمات اللاجئين. كما اعربت المنظمات ايضا عن استيائها من مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يورد تفاصيل عن اخر زيارة قام بها غريشن مؤخرا في السودان. ويصف المقال الموفد الاميركي بانه ساذج يميل الى تصديق نظام الخرطوم ويثق كثيرا في امكانية الحوار معه. وردا على سؤال نسب الجنرال رفض اللاجئين مغادرة المخيمات والعودة الى قراهم الى "امور نفسية". واحتج جون نوريس مدير مجموعة "ايناف بروجكت" على المقال مؤكدا "انه لامر معيب" وتابع "اذا كان اولئك الناس لا يعودون الى ديارهم فلانهم خائفون من القتل والاغتصاب والنهب". من جانبه علق سام بيل بالقول "اذا بدات واشنطن تصدق ما يقوله مجرمو الحرب رغم لائحة الوعود الطويلة التي لم تف بها الخرطوم، فان الماساة ستكون اكثر فداحة". ويستمر النزاع في دارفور منذ 2003 وقد اسفر عن سقوط 300 الف قتيل حسب الاممالمتحدة وعشرة الاف حسب الحكومة السودانية.