باتت انفلونزا الخنازير حديث اليوم والهاجس الأكبر لدى المجتمع، وعندما نتساءل لماذا هذا الخوف والذعر المبالغ فيه؟ ونحن نعرف إن الإنفلونزا مرض ينتشر كل سنة خاصة في فصل الشتاء، وسنوياً يحصد العديد من الأرواح وإن لم يكن لدينا إحصائيات دقيقة عن عدد الوفيات في عالمنا العربي الا أنه وفي المجتمعات المتقدمة هناك إحصائيات دقيقة لعدد المتوفين . لابد أن إنفلونزا الخنازير لها طابع آخر مميز جعلها مخيفة ورهيبة. بالطبع هي نوع جديد من الفيروسات وانتشرت في جميع أنحاء العالم وهذا ما جعلها مخيفة مرعبة .والنقطة الأخرى اسمها المرعب وارتباطها بحيوان نكرهه جداً. قبل سفري في الصيف ترددت في السفر ولكن تحت ضغط الأولاد الذين اقترحوا لبس الكمامات وأخذ الحيطة سافرنا، ولكن لم نلبس الكمامات لأنني اكتشفت أننا إن لبسناها سيعتقد الآخرون أننا مرضى ويبتعدون عنا! ولكن لا أخفيكم أنني قمت بجميع الإجراءات الوقائية، وإن كنت محل ضحك ابني وابنتي وأحياناً خجلهما من أن لا يراني احد، وأنا مثلا ً أمسح مقاعد الطائرة وطاولة الطعام بمناديل الكحول! وكذلك مراقبة من يعطس ويسعل! أنا لست شكاكة بطبعي ومؤمنة بأنه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، ولكن من الحكمة أيضاً الأخذ بمبدأ اعقلها وتوكل. لقد ذهبت لأماكن مزدحمة في الهند والصين وأمريكا ، في الهند التي وزعت بطاقة في الطائرة تسأل الركاب إن كانت لديهم أعراض الانفلونزا؟. وإن كنت أشك فيمن سيقول الحقيقة؟. وفي مطار نيودلهي لبس جميع الموظفين الكمامات . أما في الصين فكانت تقاس درجات حرارة الوافدين وكذلك الحال عندما عدت للسعودية قبل ذهابي لأمريكا . أما أمريكا التي ترتفع فيها حالات الإصابة، بيت الداء! لا شيء لا كمامات ولا مقاييس للحرارة!! وبالطبع تحاشيت أنا وأسرتي ركوب المواصلات العامة المزدحمة كالقطارات والباصات، المهم عندما عدت للرياض أسعدتني البطاقة التي وزعت في الطائرة على الخطوط السعودية كانت دقيقة حتى رقم الكرسي الذي تجلس فيه . فرحت وعندما نزلت في المطار . قمنا بمناولة الموظف بطاقات عائلتي ولكنه أشار برأسه بأنه لا يريدها وما زالت قابعة فوق مكتبي- حتى تاريخ قراءتكم للمقال- لا أعرف لمن أسلمها؟!! . وللحديث بقية في المقال القادم بإذن الله .