احيا فلسطينيو 48 امس الذكرى التاسعة لهبة اكتوبر، بأوسع التزام بالاضراب العام الذي دعت اليه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، بما في ذلك قطاع التعليم، متحديين تهديدات المؤسسة الرسمية في الكيان الاسرائيلي. وعم الاضراب العام مختلف المدن والبلدات العربية في اراضي فلسطينالمحتلة عام 48، سواء في الجليل او المثلث والنقب والساحل، فيما نظمت فعاليات ومسيرات محلية في العديد من المناطق لوضع اكاليل الزهور على اضرحة الشهداء الذين سقطوا برصاص شرطة الاحتلال في اكتوبر 2000. وكان ثلاثة عشر مواطنا عربيا من فلسطينيي 48 استشهدوا واصيب العشرات بجراح خلال الصدامات العنيفة التي شهدتها معظم مناطق الداخل قبل تسعة اعوام عندما خرج الاهالي للتضامن مع ابناء شعبهم الفلسطيني في الضفة والقطاع عقب الزيارة الاستفزازية التي قام بها مجرم الحرب ارئيل شارون الى المسجد الاقصى، والتي فجرت شرارة انتفاضة الاقصى. ووصف عبد عنبتاوي أمين عام لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في تصريح ل"الرياض" الاضراب الذي شهدته المدن والقرى العربية في الداخل بالشامل والحاسم والمجلجل، والذي يعكس وحدة موقف الجماهير العربية ازاء السياسات العنصرية للمؤسسة الرسمية. واوضح عنبتاوي ان الالتزام بالاضراب فاق بكثير كل التوقعات، وشمل كل المرافق بما فيها العملية التعليمية في معظم المدارس العربية - باستثناء التعليم الخاص وخدمات الطوارئ- على رغم سياسة التهديد التي مارستها وزارة المعارف الاسرائيلية ومحاولاتها فرض التعليم بالقوة. واضاف "هذا يثبت ان قطاع الطلبة جزء حي من شعبنا الفلسطيني في مواجهة سياسة التجهيل ومسح الشخصية الوطنية وتشويهها." ووصف عنبتاوي ما حصل أمس بانه احد ابرز المحطات في تاريخ الاضرابات في اراضي 48، وارجع نجاح الاضراب الى الجهد المتواصل لمختلف مركبات لجنة المتابعة العربية وكافة المؤسسات، ووعي الجماهير العربية بالمخاطر الوجودية التي تهدد مستقبلهم في هذه البلاد، بسبب السياسات الرسمية الاسرائيلية.