يتوقف حجم تأثير أي سلعة أو مجموعة من السلع على معدل التضخم على عاملين هما: مقدار التغير في السعر. الوزن النسبي في المؤشر أو درجة أهمية السلعة للمستهلك. ولتوضيح ذلك لنفرض أن سعر ورق الحائط انخفض بنسبة 10%، بينما ارتفع سعر البنزين بنسبة 1%. في هذه الحالة سيكون التأثير السلبي على المستهلكين من ارتفاع البنزين أكبر من التأثير الإيجابي المترتب على انخفاض سعر ورق الحائط. لأن البنزين يؤثر على معظم شرائح المجتمع وحجم الإنفاق عليه أكبر، وبالتالي درجة أهميته بالنسبة للمستهلك أعلى، ووزنه في سلة الرقم القياسي أكبر. وبالمناسبة ورق الحائط غير موجود أصلاً في سلة الرقم القياسي لتكاليف المعيشة لأن هناك سلع وخدمات أكثر أهمية منه بالنسبة للمستهلك. إذاً المسألة لا تنحصر فقط في حجم التغير في الأسعار وإنما في درجة أهمية السلعة لمعظم المستهلكين. وتقوم مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بحساب الرقم القياسي لتكاليف المعيشة من خلال رصد أسعار سلة من السلع والخدمات، تحتوي السلة على 405 سلعة وخدمة موزعة على ثمان مجموعات رئيسة هي: مجموعة الأطعمة والمشروبات (وزنها النسبي = 26%). مجموعة الملابس والأحذية (وزنها النسبي = 8%). مجموعة السكن وتوابعه (وزنها النسبي = 18%). مجموعة التأثيث المنزلي (وزنها النسبي = 11%). مجموعة الرعاية الطبية (وزنها النسبي = 2%). مجموعة النقل والاتصالات (وزنها النسبي = 16%). مجموعة التعليم والترويح (وزنها النسبي = 6%). مجموعة سلع وخدمات أخرى (وزنها النسبي = 13%). الوزن النسبي لمجموعة الأطعمة والمشروبات يساوي 26%. أي أن ما نسبته 26% من إجمالي دخل المستهلك يتم إنفاقه على الأطعمة والمشروبات أخذاً في الاعتبار جميع شرائح المجتمع. ويوضح الجدول رقم (1) حجم التأثيرات الموسمية لمجموعة الأطعمة والمشروبات في شهر رمضان المبارك على معدل التضخم العام في المملكة خلال الستة أعوام الماضية, وتشير النتائج إلى انحسار تأثير مجموعة الأطعمة والمشروبات على معدل التضخم العام في الموسم الحالي، وبشكلٍ كبير. فقد تميز الموسم الحالي بأنه السنة الوحيدة خلال تلك الفترة التي تسجل فيها مجموعة الأطعمة والمشروبات معدل تضخم أقل من المعدل العام، حيث بلغ معدل التضخم لهذه المجموعة 1,0% بينما سجل معدل التضخم العام 4,1% في شهر أغسطس الماضي. ونتيجة لذلك انخفضت نسبة تأثير مجموعة الأطعمة والمشروبات على معدل التضخم العام في الموسم الحالي إلى 6,7%، بينما كانت في المواسم الماضية تصل هذه النسبة إلى 40% تقريباً (أي أن 40% من التضخم ناتج عن ارتفاع أسعار الأطعمة والمشروبات). وتجدر الإشارة إلى أن معظم الزيادة في معدل التضخم في الموسم الحالي تتأتى من الارتفاعات التي سجلتها مجموعة السكن وتوابعه المسئولة عن 60,9% من معدل التضخم العام، ومجموعة التأثيث المسئولة عن 25,9% من معدل التضخم العام. وبتتبع معدلات التغير في مجموعة الأطعمة والمشروبات خلال الأشهر الأخيرة نلاحظ أن معدل التضخم في هذه المجموعة قد بدأ بالانحسار من 2,7% في شهر مايو 2009م إلى 1,7% في شهر يولية 2009م، ثم إلى 1,0% في شهري يولية وأغسطس الماضيين. وتحتوي مجموعة الأطعمة والمشروبات على 17 مجموعة فرعية. منها على سبيل المثال مجموعة الحبوب ومنتجاتها، ومجموعة اللحوم والدواجن، ومجموعة الأسماك والقشريات، ومجموعة الخضار الطازجة، والفواكه الطازجة. هذه التقسيمات تتيح للباحثين تتبع مصادر التغير التي قد تطرأ على مجموعة الأطعمة والمشروبات. وبتحليل بيانات المجموعات الفرعية المكونة لمجموعة الأطعمة والمشروبات في الموسم الحالي (أغسطس 2009م) يتضح أن معظم الزيادة تأتت من الارتفاعات التي سجلتها المجموعات الفرعية التالية: الخضروات الطازجة بنسبة 16,0%. البقول والدرنيات بنسبة 6,5%. مواد غذائية أخرى (مثل البهارات، والزعفران, والكشب، الخ) بنسبة 4,3%. بينما انخفضت مجموعة البيض بنسبة 19,0%، ومجموعة الزيوت والدهون بنسبة 6,6%. أما فيما يتعلق بالتغير في مجموعة الأطعمة والمشروبات حسب المدن، فالبيانات المتوفرة هي بيانات شهر يونية 2009م. وقد سجلت مدينة بريدة أعلى معدل تضخم في مجموعة الأطعمة والمشروبات بنسبة 6,6%، تلتها مدينة الهفوف بنسبة 4,6%، ثم المدينةالمنورة بنسبة 4,4%، ثم مدينة الطائف بنسبة 4,2%. في حين سجلت بقية مدن المملكة الرئيسة ارتفاعات أقل بلغت في الرياض 1,9%، وفي جدة 0,9%، وفي مكةالمكرمة 0,5%. بينما انخفض معدل تضخم مجموعة الأطعمة والمشروبات في مدينة الدمام بنسبة 1,1%.