في اليوم الوطني مطلوب منك أن تمنح نفسك ساعة واحدة فقط للتأمل، ضع خريطة هذا الوطن أمامك واسرح بفكرك في تضاريس هذا الوطن. ستجد أنه وطن ليس كالأوطان، انه الوطن القلب، القلب في كل شيء، إن نظرت إليه في خارطة العالم فهو في قلبها، وإن نسبته للعروبة فهو قلبها، وإن نسبته للإسلام والعقيدة فهو قلبها، وإن نظرت إلى التنمية في العالم فهو نبضها، وإن فكرت في الطاقة فهو محركها، تجد أن وطنك مهوى القلوب وقبلة الشعوب، ومحرك الدالوب. هذا الوطن القلب بكل هذا التميز الصارخ أين موقعه في قلوبنا؟، هل منحناه مايستحقه من الحب والولاء والانتماء؟ هل نحن قدرنا هذا الانجاز المتميز الذي حققه لنا المؤسس رحمة الله ورجاله العظماء؟، هل احد منا خصص وقتاً ولو قصيراً في يومنا الوطني يحدث فيه أبناءه وأفراد أسرته بقيمة هذا الوطن؟، وعظمة هذا الوطن وفروسية الرجل المؤسس وشجاعته كرمز وطني نعتز به ونفخر، يؤسفني أن أقول بأننا كنا عاقين وجحودين لعقود طويلة، سادرين بحياتنا، غير آبهين بقيمة وعظمة وطننا، لم نلتفت إليه ونحس بقيمته إلا عندما سمعناه يئن ويتألم من جرح غائر عميق ينزف في جسده..وممن؟! من أبناء له أكلوا من خيراته، وتعلموا في معاهده وتربوا في ربوعه، واستظلوا بظلاله. عقوق وأي عقوق!! وجحود وأي جحود!! هنا أحسسنا بحجم الكارثة، كمن تباغته جلطة قلبية كادت تورده القبر لولا عناية الله، فأخذ بعدها يهتم بصحته ومأكله ومشربه ورياضته، ليستعيد عافيته. انه اليوم الوطني الذي ينبغي أن نحاسب فيه أنفسنا عن عقوقنا، وتقصيرنا ونحاول أن نعوض مافرطنا بإعلان حبنا وولاءنا لوطننا وقيادتنا، ونغرس ذلك في أبنائنا. ولا نجامل ولا نتهاون فيمن بذلك يتهاون أو يتطاول على هامة الوطن وقيادته فكفى جحوداً. فعهد العقوق قد ولا. وعهد الحقوق قد حلا. وكل أيامنا وطنية..ودمتم بخير.