نعم .. لدينا تعليم ولدينا أيضا نظام صحي ومصانع، لدينا خدمات كهرباء، نظام اتصالات، شبكة مياه وصرف صحي (في بعض المناطق)، لدينا مؤسسات وأجهزة إدارية وأمنية ومؤسسات حماية مدنية ومكافحة مخدرات، وسائل نقل بريّة وبحرية ونقل جوي ومؤسسة بريد وغيرها السؤال الجدير بالطرح هو مدى رضا الجمهور المُستفيد من هذه الخدمات ؟؟ وهل تقوم المؤسسات والأجهزة بقياس رضا الجمهور عن خدماتها؟؟ أشك في ذلك إن لم أكن أجزم بأن رضا الجمهور قد لا يكون في صميم اهتمامات مسؤولي تلك الأجهزة، وبصفتي راصداً للحراك الوطني وكاتباً في الشأن العام فإنه يردني رسائل واتصالات من كافة انحاء الوطن يشتكي فيها الناس من تردي الخدمات وسوء الأداء في الأجهزة الخدمية هذا غير تعاسة تعامل الموظفين مع المراجعين ومرمطتهم. في بلدان العالم المتقدّم يوجد في المصانع والمؤسسات الإنتاجية ما يُعرف بمراقبة وضبط الجودة ( Quality Control) يقوم فيها مسؤول ضبط الجودة بالتطبيق الصارم لاشتراطات جودة المُنتج وكمال الأداء ولا يُمكن تمرير أو قبول الأخطاء ووصولها إلى المستخدم النهائي بعيوبها هذا غير البحث الدؤوب عن رضا المُستهلك بكل الطرق المُمكنة ولهذا يتدخل مسؤول مراقبة وضبط الجودة في كل مراحل العمل ضماناً لذلك الرضا ويرفع للإدارة العُليا تقارير عن سير الأداء كما يقترح الوسائل لرفع مستوى الجودة، مطبقين الشعار الشهير (الثمن يُنسى، الجودة تبقى) فلماذا لا تُطبق الأجهزة والمؤسسات الخدمية لدينا فكرة مراقبة الجودة ووضعها ضمن اشتراطات الترقية والحوافز وشهادات التكريم؟؟ لننسى شعار (رضا الناس غاية لا تُدرك) لأن ناسنا هُنا طيبون يقبلون بالمُمكن ولكن الكُسالى والمتخاذلين لا يقومون حتى بالحد الأدنى مما هو مطلوب منهم..! فإلى متى؟! ترى الناس خلاص لم تعد تحتمل أكثر.