أبدى مسؤولون بارزون في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" قلقهم بشأن إمكانية عودة المضاربات العشوائية إلى الأسواق النفطية وسط غياب القواعد التنظيمية التي تنظم التداول بعقود النفط الخام وتحد من المضاربات غير المنظمة ما قد يعيد فقاعة أسعار النفط والتأثير سلبا على مسيرة إنعاش الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من تبعات الأزمة المالية التي تعصف بأركانه منذ عدة أشهر وتعيق من تقدم كثير من المرافق التنموية والصناعات التطويرية. وأشار المسؤولون الذين حبذوا عدم الإشارة إلى أسمائهم أو مناصبهم في تصريحات "للرياض" إلى أن أعضاء الأوبك يساورهم وجل شديد إزاء درجة تأثير المضاربات على تذبذب أسعار النفط وسط عدم تطبيق قواعد تنظيمية في كثير من الدول الصناعية رغم إعلان معظم الدول عن مثل هذه التنظيمات غير انه لم يتم تطبيقها على أرض الواقع وهو ما يؤثر سلبا على مستويات الأسعار والعوامل التي تلعب دورا في تحديد المعدلات السعرية للنفط ويغيب الخارطة النفطية التي تحدد العرض والطلب على النفط الخام وتكون بمثابة معطيات حقيقية للمشرعين في الدول المنتجة والمستهلكة. وأكدوا على أن تذبذب أسعار النفط في الفترة الحالية تبعا لحالة انتعاش الاقتصاد العالمي جعل من الصعب التنبؤ بسلوك أسعار النفط ليس لهذا العام فقط وإنما إلى منتصف عام 2010م وذلك لعدم بروز معطيات تحدد بوضوح معدل الطلب على النفط الخام ومستويات المخزونات النفطية في الدول الصناعية والتي تزيد بنسبة 10% عن مستوياتها قبل خمس سنوات، وكذلك مستويات مخزونات المواد البترولية المكررة التي وصلت إلى مستويات عالية في جميع بلدان العالم متأثرة بنقص الاستهلاك بسبب الأزمة المالية. وأرجع محللون ماليون هذه النظرة التشاؤمية من قبل بعض مسئولي النفط إلى التقارير التي تشير إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال يعاني من وعكته المالية وآخرها تقرير غرفة التجارة الدولية حول التمويل التجاري والذي صدر بداية الشهر الحالي والذي بين , أن الاقتصاد العالمي ما يزال يرتكز على قاعدة هشة على الرغم من بوادر الانتعاش.من جهة ثانية عززت موجة شراء لعقود النفط الخام ليوم أمس الجمعة أسعار البترول في مستوى 67 دولار للبرميل لخام ناميكس القياسي أثر هبوط مبيعات المنازل في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن معدلها في الشهر الماضي ما دفع المضاربين إلى التوجه إلى متاجرة بعقود النفط الخام في أعقاب تقرير صدر أمس عن "قولدن ساش" رفع توقعاته للطلب على النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا للربع الرابع من العام الحالي وحتى 2010م وسط تفاؤل بعودة الانتعاش الاقتصادي وتنامي الاستهلاك في القطاعات الصناعية.