مؤسف أن غالبيتنا لا يقرأ رفاهية.. حياة مترفة.. لكن عقول خاوية قلَّ الوعي بأهمية القراءة ربما كان سبباً رئيساً ولكن الأسباب كثيرة يصعب الإسهاب بها. لا حظ عندما تسأل شاباً عن المنطق أو عن توجهاته في زمن بات الانفتاح العالمي مهيمناً لن تجد رداً. وإن أحس بإحراج فسيرد رداً لا يمت لسؤالك بصلة... لماذا؟ هل هو لا يملك ذكاء؟ ربما يفوق كثيرين بذكائه. بل لأنه لا يطلع لا يقرأ الكتاب.. مفتاح الثقافة عندما تقرأ كتاباً فأنت تقرأ حصيلة كاتب أمضى جل وقته حتى يعده لك أيها القارئ تأكد بأنك لن تكون مثقفاً حتى تقرأ لن تكون مقنعاً حتى تقرأ لن تكون صاحب حجة حتى تقرأ لن تكون محاوراً ناجح حتى تقرأ لن تكون واعياً حتى تقرأ القراءة تغذي روحك.. تفتح آفاقاً جديدة في عقليتك.. تنمي حصيلتك اللغوية.. لتستطيع أن تتحدث وتحاور بثقة والثقة لا تأتي من فراغ.. اشبع ذاتك.. ووسع مداركك وإن بدأت بالقراءة حذارِ أن تنبهر بكاتب معين وتتبنى أفكاره وتوجهاته وتلغي نفسك والآخرين إنما اجعل من الكاتب بستاناً، ادخل واستمتع داخل مقاله أو كتابه، وأن اعجبك شيئاً، احمل بعض الشيء منه وأخرج، لتذهب لبستان آخر حتى تستطيع أن تكون لك بعد ذلك بستاناً خاصاً بك. لا تقل (ليس الآن). أعمل من الآن على أنك تقرأ أسبوعياً كتاباً حتى تكون صداقة بينك وبين كتابك وبعد ثالث كتاب ستستشعر الفرق وستنير بعض دياجير عقلك وسينطلق لسانك حاملاً مفردات جديدة تنم عن ثقافة لا تغفل أيضاً عن مجالسة من هم.. لن أقول أكبر منك.. لأن الكبر ليس دليلاً عن دراية.. لكن جالس من هم أوعى و"أثقف" منك لتستفيد منهم.. ابتعد عن الأشخاص البوهيميين لأنهم كالداء المعدي وقراءتك الواعية وثقافتك الواسعة هي المصل ضد هذا الداء لا تحصر نفسك في مجال واحد فقط.. نوِّع في قراءاتك كي تواكب المجتمع وتطوراته ابدأ من الآن فلم يفت الأوان بعد.. بعدها ستشعر بالثقة وبالرضا عن الذات..