اليوم الوطني للمملكة ذكرى لذلك اليوم الذي تم فيه إعلان قيام المملكة بعد أن اكتملت انجازات توحيد البلاد في وحدة سياسية، حيث بدأت الانطلاقة الكبرى نحو بناء نهضة حضارية في كافة مناحي الحياة. والاحتفال بهذه الذكرى في هذا اليوم من كل عام إنما هو تأكيد لاستمرار المنهج القويم والمبادئ السامية التي قامت عليها المملكة، ورصد لبعض الجهود المباركة التي قام بها من أسس هذا البنيان عرفاناً بفضله، ووفاء بحقه. لقد كانت البلاد تعاني من الفرقة والتمزق والضعف الاقتصادي والتخلف الحضاري قبيل توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز، وفي السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351ه صدر مرسوم ملكي بتوحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية اعتبارا من اليوم الأول للميزان الذي كان يوافق يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى الأولى من العام نفسه (1351ه ) وأصبح اللقب منذ ذلك التاريخ ( ملك المملكة العربية السعودية ) ومن ثم فإن اليوم الأول للميزان من كل عام هو اليوم الوطني للمملكة إحياء لهذه الذكرى العظيمة. فبعد إعلان قيام المملكة بدأت الانطلاقة الكبرى نحو البناء والتشييد، وتسخير كل الموارد والإمكانات المتاحة للنهوض بالبلاد من خلال إقامة كافة المشاريع الخدمية والتنموية، ووضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار يعالج نظام الحكم والإدارة في الدولة مع تركيز المسؤوليات وتحديد الصلاحيات فتكونت الوزارات وظهرت المؤسسات وقامت الإدارات لمواجهة التطور الذي تعيشه البلاد، واهتمت حكومة الملك عبد العزيز بالمواصلات البرية والجوية والبحرية وأنشئت المطارات والموانئ، وإنشاء شبكة هاتفية في مدن المملكة الكبيرة، وتعميم المراكز اللاسلكية في معظم بلدانها، فكان لها أثر كبير في تقدم البلاد وازدهارها، وأقام القضاء على تحكيم الشريعة الإسلامية في كافة الأمور. كما حقق الملك عبد العزيز إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام في الدولة، لتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والوافدين، كما اهتم بنشر العلم والثقافة على أسس إسلامية راسخة وحارب الجهل ووضع قواعد التعليم الحكومي المنظم عندما أسس مديرية المعارف عام 1344ه . كما لقي قطاع الصحة اهتماماً كبيراً فتعميم الخدمات الصحية ومجانيتها يعكس تطور الإدارة الصحية وفي عام 1351ه حولت وكالة المالية إلى وزارة، وفي عام 1371ه أنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي. ولم تقتصر جهود الدولة على البناء الداخلي، فقد حرص الملك عبد العزيز على مد جسور التعاون والتقارب وتعزيز الروابط مع الأشقاء العرب، وسعى إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم ولم شملهم وحل خلافاتهم بالتشاور فيما بينهم، وهاهي المملكة اليوم قد أصبحت قوة ينظر إليها نظرة احترام وتقدير من العالم أجمع. * عميدة كلية العلوم والآداب بالمذنب – جامعة القصيم