تحل علينا هذه الأيام ذكرى اليوم الوطني هذا العام وبلادنا الغالية تشهد مزيداً من التطور والنماء الذي يعبر بوضوح عن عظمة النهضة الحضارية التي تعيشها مملكتنا الحبيبة في هذه الفترة المتميزة من تاريخها الحديث في كافة الميادين والمجالات. إن الاحتفاء بتوحيد هذا الكيان الشامخ هو احتفاء يشعر معه المواطن بالفخر لهذا الانجاز الفريد الذي تحقق لذلك البطل المؤسس في معجزة وملحمة تاريخية قل أن تجد لها مثيلا في تاريخ العالم الحديث حيث أصبح هذا الكيان كياناً ذا احترام وهيبة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. وأبناء الملك عبد العزيز - رحمه الله - استطاعوا مواصلة المسيرة بكل اقتدار، وحولوا هذه الجزيرة إلى حضارة شامخة وأمناً قوياً، وكرسوا جهدهم لخدمة الدين والمسلمين ، كما أكدوا بأن هذه اللحمة بين القيادة والشعب وهذا الحب الصادق والوقوف في وجه الأشرار لن يزيد هذه البلاد وأهلها إلا قوة وصلابة للحفاظ على عقيدتهم ووحدتهم وامن مواطنيهم والمقيمين على ارض المملكة. وضمن مسيرة البناء والتنمية المستمرة لكل البنى التحتية والخدماتية في وطننا الغالي حظيت الخدمات الاجتماعية كغيرها من الخدمات الحيوية والضرورية بكل رعاية واهتمام من ولاة الأمر يحفظهم الله. نعم لقد تحقق بفضل من الله العلي القدير، ومن ثم بفضل الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم التي تميز بها ولاة الأمر يحفظهم الله الكثير من الإنجازات التي شملت كل أوجه التطوير والإصلاح في كافة الحقول الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. ويأتي في مقدمة هذه الإنجازات ما تحقق للوطن الغالي من شمولية الأمن ومد مظلة الرعاية الصحية وهما الشرطان الأساسيان لبناء وطن يتطلع إلى تبوّء مكانة مرموقة له لترسيخ إسهامه الحضاري مستمداً دستوره ومنهاجه من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فقد بلغ الاهتمام بالمواطن السعودي قمته عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخراً، أمراً عاجلاً بصرف مساعدة بقيمة مليار و166 مليون ريال لجميع الأسر التي يشملها نظام الضمان الاجتماعي في المملكة، بهدف مساعدتها على تلبية مستلزماتها الطارئة في هذا الشهر الكريم، وكذلك مستلزمات عيد الفطر المبارك. وهذه اللمسة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين واللفتة الأبوية ليست مستغربة عليه حيث يحظى قطاع الشؤون الاجتماعية والضمان الاجتماعي على وجه الخصوص برعاية ومتابعة خاصة من لدن مقامه الكريم، كون الضمان الاجتماعي يقوم على تسديد الاحتياجات المعيشية الملحة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي لأكثر الفئات حاجة في المجتمع السعودي من العجزة وكبار السن والمرضى والأرامل المطلقات والمهجورات والأيتام وأسر السجناء وغيرهم ممن تقطعت بهم السبل. كما تجلى اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن السعودي عندما حظي التعليم العام والتعليم العالي والتدريب بالدعم والرعاية الكبيرين حيث خصص لها 25% من ميزانية الدولة العامة وتم إنشاء وافتتاح العديد من الجامعات ليصل عدد الجامعات أكثر من 30 جامعة موزعة على مختلف المناطق تتوافق برامجها التعليمية مع خطط التنمية لكل منطقة حتى وصل عدد الطلاب المقبولين بالجامعات والمعاهد العليا أكثر من 220 ألف طالب. ختاماً نهنئ أنفسنا بيومنا الوطني ونمد أيدينا مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه الكرام على الحب والنقاء والطهر والبناء والمزيد من الإخلاص والولاء بمناسبة هذا اليوم المبارك. *مديرة إدارة الأسرة بوزارة الشؤون الاجتماعية