عندما نتحدث عن المعوقات التي تواجه سيدات الأعمال والمجتمع في عصرنا الحالي يكون ربما من الخطأ اختصار المعوقات في نقاط سريعة ومبتسرة ولكن تحديدها حسب أهميتها هو الخط السريع لتصحيح وتحديد الأهداف ، فالمرأة السعودية قادرة على النجاح طالما تظللت بظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود . في هذه المناسبه وبذكرى اليوم الوطني " الرياض " استضافت سيدات أعمال للكشف عن مايتمنين تحقيقه وحول أبرز المعوقات التي تواجههن وأهم نقاط حلولها . سيدة الأعمال منيرة الزامل مديرة مركز خدمة المجتمع وعضو في مجلس شابات الأعمال التابع لغرفة الشرقية ، أكدت على دور المرأة في المجتمع السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأنه بات ظاهرا وواضحا وملموسا على أرض الواقع أكثر من ذي قبل ، قائله : تقلدت المرأة العديد من الوظائف التي لم تكن تقوم بها من قبل كما أصبحت تمارس بعض المهام في تحمل المسؤولية والمشاركة مع الرجل في معظم مسؤوليات العمل في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية والتنموية والثقافية والرسمية في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة فتملكت قيادة وإدارة الكثير من الإدارات ورئاسة أقسام المؤسسات بل إدارة شركات وكل هذه الإنجازات بدعم من الملك عبدالله بن عبد العزيز وإيمانه بأن المرأة تحمل مسؤولية أكثر من واجب، أن تحافظ على استقرار المجتمع وأن تساهم في بناء اقتصاد الوطن، وأن تمثل هذا المجتمع والوطن خير تمثيل خارجه وداخله، فتكون الأم الحانية والمواطنة البانية والموظفة المجدة وتكون في الخارج سفيرة وطنها ومجتمعها ولها في دينها وعقيدتها وقيم مجتمعها أسوة حسنة. وحول معوقات سيدات الأعمال بينت الزامل من وجهة نظرها على أنها تكاد تنحصر في ثلاثة محاور أساسية المحور الأول قانوني فهناك العديد من القوانين المعمول بها لدى الدوائر الحكومية يستصعب على المرأة تنفيذها ومنها التراخيص اللازمة لعملها والتي تستلزم عمل وكالات شرعية، المحور الثاني له علاقة بالثقافة والتقاليد والأعراف السائدة التي تحول دون مشاركة المرأة في كثير من الأنشطة الرئيسية وبذلك لا تجد الدافع النفسي نحو التقدم من خلال مساندة أولياء الأمور لها مع العلم أنها لا تنافي شريعتنا الإسلامية السمحة والمحور الثالث يتمثل في ندرة المؤسسات التمثيلية التي تعالج مشاكل عمل المرأة . وأشارت منيرة على الأمور التي قد تساعد في تفادي مثل هذه المعوقات منها التدريب الإداري والذي نتعلم من خلاله كيفية الاستمرارية ، المشاركة في الوفود السعودية المغادرة إلى الخارج والتي تفتح آفاقاً تجارية أوسع ، تنظيم المؤتمرات والملتقيات المحلية بصفة دورية لمناقشة تطورات الأعمال ، تركيز الضوء والاهتمام بالمستثمرات الصغيرات من خلال تشكيل لجان متخصصة ، الاطلاع على التجارب المتنوعة لسيدات الأعمال حتى تعم الفائدة ، توفير المناخ التجاري والاقتصادي الذي يتماشى مع القيم الإسلامية . كما أوضحت الزامل مع تعدد المعوقات والسعي لتفاديها نلاحظ وجود توجه نحو تطوير مشاركة المرأة السعودية في شتى المجالات ومن أغلب الجهات المعنية ، حيث أسست الغرف التجارية مراكز ولجاناً لمساعدة وتشجيع المرأة في قطاع الأعمال ونأمل أن تكون هذه الخطوات هي البداية التي تمهد الطريق لتقدم المرأة وتضع البنية الأساسية للأجيال القادمة . وتؤكد الزامل في ختام حديثها ل " الرياض " أنه في ظل هذه الرعاية الأبوية الصادقة من خادم الحرمين الشريفين نتطلع إلى المزيد في ظل مجتمع يحافظ على صورة نصفه ووالدة نصفه الآخر كإنسانة مسلمة ونموذج يحتذى به بين نساء العالم وأننا لا نسعى من خلال هذه الثقة الى تطبيق تجربة المجتمعات الغربية وسلبياتها بل نحرص على التطلع إلى الإيجابيات بما يحافظ على خصوصيتنا وشخصياتنا المستقلة كسعوديات مسلمات . وأرجعت الزامل الشكر كل الشكر لله تعالى على ما حظت به بلادنا من خيرات ونعم وعلى ما هيأ لنا فيها من قيادة صالحه تسهر على مصالحنا وترعاها تذلل لنا الصعاب وتزيل من طريقنا العقبات وتبذل الغالي والنفيس في سبيل راحتنا وأمننا واطمئناننا ونسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا جميعا لكل ما يحبه ويرضاه وان يحفظ هذا البلد وأهله من كل مكروه انه سميع مجيب . اما سيدة الأعمال نادية بنت خالد الدوسري رئيس مجلس ادارة شركة (السيل الشرقية ) حديد وصلب تنوه على أهمية عامل الزمن الذي ربما هو العامل الأكثر خطورة قائله هو مايؤرقني اليوم ، فالزمن هو السلاح الماضي والفعال نحو التقدم أو التخلف ، وأي قرارات حيوية تتأخر ولو يوماً قد تكلفنا الكثير في خطوط التنمية والتقدم ، فليس من المقبول ولا من المجدي تمييع القرارات التي قد تدفع بالسيدة إلى الصفوف الأمامية لتنافس غيرها من نساء العالم وهي التي أثبتت وتثبت يوميا قدرتها وروحها المتوهجة . وبعد عامل الزمن أوضحت الدوسري أهمية عامل الثقافة والتوعية لاسيما وأن هناك خلط شديد بين الثقافة والتوعية وبين الدراسة المنهجية مستشهدة وربما نظرة سريعة إلى حملة الشهادات في العالم العربي نستطيع إدراك الخلل دون حتى عناء التفكير العميق ، التوعية والثقافة هما عصب التقدم الحيوي الواعي والمدروس ، نحن محتاجون اليوم وبشدة الى دراسات متعمقة في وضع سوق العمل وفي التنمية ووضع منهج ثقافي وتوعوي متناسب مع ذلك ، غير ذلك ربما كلام على ورق . ولم تنس الدوسري الحرص والتأكيد في دور الاستثمار الحقيقي في الشباب لاسيما وأنهم يمثلون مالايقل عن 60% من نسيج الوطن ، ونوعية الاستثمار من جميع النواحي سواء التعليمي أو الثقافي أو في خلق الفرص ربما سيكون طوق النجاة للمستقبل القريب .