حث الرئيس الأميركي باراك أوباما الإسرائيليين والفلسطينيين امس على اتخاذ خطوات ملموسة باتجاه استئناف محادثات السلام، واعتبر ان حل هذا النزاع ليس أساسياً لهذين الطرفين وحسب، وإنما للعالم بأسره، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز السلام. وقال أوباما، بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ان إسرائيل بحاجة لأن تقوم بأكثر من الكلام عن كبح النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية. وأضاف أوباما ان على الفلسطينيين أن يقوموا بأمور أكثر من أجل تحسين الوضع الأمني. يشار إلى ان أوباما التقى المسؤولين، كل على حدة ،قبل عقد قمة ثلاثية تجمعهما معاً. وتحسر الرئيس الأميركي على ما أسماه نموذجاً "غير نهائي" وغالباً خطوات قابل للانعكاس باتجاه السلام، وتعهد بالضغط للسير قدماً نحو حل الدولتين، قائلاً انه لا بد من مقاربة الموضوع "بحس عاجل". وقال أوباما ان "الولاياتالمتحدة ملتزمة بسلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط"، مضيفاً "فات الوقت كي نتحدث عن استئناف المفاوضات، وحان الوقت للمضي قدماً". وأضاف "حان الوقت لإظهار شيء من المرونة والحس العام وحس التسوية الضرورية لتحقيق أهدافنا". وتابع "يجب أن تبدأ مفاوضات الوضع النهائي قريباً، وقريباً جداً، والأهم هو انه لا بد لنا من إعطاء هذه المفاوضات فرصة للنجاح". أما بالنسبة إلى رسالته لعباس ونتنياهو، فقال أوباما "بالرغم من كل العوائق وكل التاريخ وانعدام الثقة، لا بد من إيجاد طريق للمضي قدماً، ويجب أن نجمع العزم لكسر العائق الذي أوقع أجيالاً من الفلسطينيين والإسرائيليين في حلقة لا نهاية لها من النزاع والمعاناة". وشدد على انه "لا يمكننا أن نستمر بأخذ خطوات إلى الأمام ثم التراجع عنها"، لافتاً إلى ان "النجاح يعتمد على تصرف كل الأطراف بحس من الإلحاح". وأشار إلى ان مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيلتقي مع مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين الاسبوع المقبل، وان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستنقل إليه تقريراً عن التقدم الحاصل في منتصف أكتوبر المقبل. وعقب الاجتماع كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أن رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأساسية إلى محمود عباس وبنيامين نتنياهو هي إنه صبره بدأ ينفد. ونقل موقع "بوليتيكو" عن المسؤول الأميركي، الذي لم يكشف عن هويته، قوله إن "رئيس الولاياتالمتحدة يفقد صبره، هذا ما أطلعهما عليه". بدوره شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد القمة على ضرورة ان توقف اسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية. وقال بعد القمة الثلاثية "طالبنا وأكدنا على ضرورة أن ينفذ الجانب الإسرائيلي التزاماته وبشكل خاص وقف كل أشكال الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي". 1253645957910939200 وكان جورج ميتشل الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط اقر الثلاثاء بعد انتهاء القمة الثلاثية باستمرار وجود خلافات بين الاسرائيليين والفلسطينيين حول إعادة اطلاق المفاوضات بينهما. وقبيل الاجتماع الثلاثي قال وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر من حزب العمل والذي يتولى مهام وزير الدفاع ايهود باراك المتواجد في نيويورك حاليا إنه في حال توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتفاق مع الفلسطينيين فإنه مستعد لإخلاء مستوطنات في الضفة الغربية. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن بن اليعزر قوله امس "إنني ارافق نتنياهو منذ وقت طويل وأجتمع معه مرة في الأسبوع، وهذا الرجل أكثر من أي أحد آخر مهتم بالدخول في عملية سياسية والخروج منها باتفاق، وفي حال تم ذلك فإنه سيخلي مستوطنات، ونتنياهو لا يتحدث عن ذلك لكن برأيي هو قادر على المضي إلى أبعد من ذلك". وفي ظل هذه الاجواء تعهد وزيران إسرائيليان بمواصلة أعمال البناء في المستوطنات، وذلك قبيل ساعات قليلة من انعقاد القمة الثلاثية في نيويورك. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن النائب الأول لرئيس وزراء إسرائيل ووزير التطوير الإقليمي، سيلفان شالوم، وهو من حزب الليكود، قوله إن "الاستيطان ليس عقبة أمام السلام ونحن نرى بالسلام قيمة عليا، وبخصوص الاستيطان فإن هناك إجماعاً واسعاً حوله". وأضاف شالوم، خلال زيارته لخيمة اعتصام أقامها قادة المستوطنين قبالة مكتب نتنياهو للمطالبة بعدم تجميد الاستيطان، "إسرائيل لن توافق ابدا على أن يكون السلام محكوما بشروط مسبقة". من جانبه، قال وزير البنية التحتية عوزي لانداو، من حزب "إسرائيل بيتنا" خلال زيارته خيمة الاعتصام "حان الوقت لنبدأ بالتحدث عن حقنا وعن العدالة التاريخية وحقوق الإنسان، وعن أنه بإمكاننا أن نستوطن في جميع أنحاء (البلاد) والبناء بأسرع وقت في الكتل الاستيطانية".