تقف منطقة الجوف شاهدة عيان على النهضة الثقافية والعلمية والعمرانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر، وتظل المنطقة تحمل في ثناياها عطر زيارته الكريمة التي شرفت بها المنطقة قبل حوالي الثلاث سنوات وحل معها الخير والنماء، حيث وضع - حفظه الله - حجر الأساس لجامعة الجوف بتاريخ 23/3/1427ه والذي انطلقت الجامعة إثر هذه المناسبة السعيدة لتقف مع شقيقاتها الجامعات السعودية بناءً واحدا ومعلم نهضة قويا لتؤكد على ما تشهده المملكة في هذا العهد الميمون من تقدم حضاري واقتصادي وتعليمي. بدأت مسيرة هذه الجامعة بعدد كليات محدودة كانت في السابق كليات تابعة الى الجامعة الأم جامعة الملك سعود ومع مرور الوقت المتسارع انضمت اليها كليات جديدة كانت تابعة الى وزارة التربية والتعليم وتم إنشاء كليات جديدة بين نظرية وعملية وعلمية لتصبح منظومة أكاديمية علمية حقيقية بين طب وطب أسنان وصيدلة وعلوم طبيعية وعلوم طبية تطبيقية وتربية وعلوم وآداب إنسانية، وقد تم إعادة هيكلة كليات التربية التي ألحقت بالجامعة لتفرز تخصصات تراعي في توجهها حاجات سوق العمل لتصبح في مخرجاتها أداة بناء واحدى ركائز دعم الفرد في داخل الجامعة وخارجها. إن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين تشهد نهضة عارمة وامتدادا لمآثر وانجازات هذه الأسرة التاريخية على مختلف الأصعدة والمجالات إنها مسيرة النماء والعطاء، فمنذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 26/6/1426ه والمنجزات التنموية العملاقة تتوالى بمختلف القطاعات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والصناعية والتجارية والعمرانية والأمنية. إن الرابع من شوال هو يوم سعيد على قلوب أبناء هذا الوطن كيف لا وهو يعبر عن مصير أمة أراد الله لها بأن يتوحد كيانها وتستقر أحوالها ويطمئن أبناؤها ويسود أرضها أمن وازدهار شهد له العدو قبل الصديق. إن اليوم الوطني لهو رمز خالد لمسيرة أمة مسلمة ووطن جمع شمله جلالة الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله، لقد يسر الله عز وجل لقيادة هذا الوطن أسرة رشيدة حكيمة لتحمل لواء المسؤولية لهذه المملكة المسلمة بأصقاعها المختلفة وأطرافها المترامية، ونحن اليوم نحتفل ويحق لنا ذلك ابتهاجا بهذه المناسبة المباركة وتحية لتاريخ حكماء قيضهم الله ليقودوا مسيرتنا، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو واحد منهم وثق الله على يديه مسيرة أربع سنوات من الإنجاز والعطاء سنوات أربع رسم مدادها بخطى الشريعة الاسلامية السمحة وتوجها بانجازاته المبهرة. هذا اليوم يشهد الوطن انجازا مبهرا آخر يضيفه خادم الحرمين الشريفين الى السلسلة الطويلة من الانجازات العظيمة وهو إنجاز فريد إنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تلك الجامعة التي ستكون بإذن الله رافدا وطنيا لعقول علمية فذة صقلتها مقاعد الدراسة والمختبرات العلمية وهيئة تدريس امتازت بخبرات واسعة وسمعة عالمية راقية لتساهم وبشكل فعال في رفعة هذه البلاد علميا وتقنيا. إن هذا الزخم من الكم العلمي سيكون بإذن الله دعما قويا لمسيرة البناء والانجاز والنهضة التي تستهدفها مملكتنا الحبيبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز - يحفظهم الله - حفظ الله بلادنا - بلاد الحرمين الشريفين - من كيد الكائدين وشر الحاقدين الحاسدين إنه سميع مجيب. *مدير جامعة الجوف