قال تقرير متخصص إن الشكاوي الصينية ضد منتجي البتروكيماويات السعوديين، واتهامهم بالإغراق؛ تعكس شعور المنتجين في بكين بالإحباط من ميزة توفر المواد الخام الرئيسية للشركات السعودية،وهي شكاوى من المتوقع أن تتكرر في ظل مكافحتهم للبقاء في سوق تفيض بإمدادات زائدة. وأوضح التقرير الذي أعدته مجموعة سامبا المالية لمستثمريها، حول الحالة الراهنة لقطاع البتروكيماويات السعودية، وتحدياته المستقبلية إن اتساع الإنتاج المحلي الصيني يشير أيضا إلى احتمال نشوء حالات عارضة من التوتر بين الصين والخليج، على غرار ما حدث مؤخرا بين المسؤولين الصينيين وسابك، حيث اتهمت الصين سابك "بإغراق" السوق الصينية بالبولي بروبيلين. وقال ان سابك وغيرها من المنتجين السعوديين قد تجد نفسها عرضة لبعض رسوم مناهضة الإغراق من آن لآخر. ومع ذلك، فإن الروابط التجارية والدبلوماسية بين البلدين عميقة بدرجة كافية توحي بأن ذلك لن يتحول إلى تهديد مستمر للعلاقات التجارية الثنائية في مجال البتروكيماويات. والواقع أن المشروع المشترك بين سابك وشركة صينوبك يؤكد هذه النقطة. وأضاف أن المنافسة الصينية ستمثل التحدي الرئيسي على الأجل الطويل للمنتجين السعوديين بل على الأحرى التحدي الرئيسي لنمو قطاع البتروكيماويات السعودي، هو الصين، لكونها أهم مصدر للطلب على البتروكيماويات السعودية سواء في حد ذاتها أو كمركز للمعالجة لتلبية الطلب الأمريكي والأوروبي. غير أن الصين تقوم أيضا ببناء طاقتها الإنتاجية الخاصة بها من البتروكيماويات، ويحتمل أن يؤثر ذلك في الطلب على الواردات الأجنبية. ومثال ذلك، أن الصين قررت أن تضيف حوالي 12 مليون طن في السنة تقريبا من طاقة إنتاج الإيثيلين الجديدة على مدى السنوات الخمس القادمة. وأوضح تقرير سامبا انه ومع ذلك، ينتظر أن تظل الصين مستوردا صافيا للإيثيلين، ولكن يتوقع أن تهبط احتياجاتها من الواردات من 13.5 مليون طن في عام 2008 إلى 8.9 ملايين طن بحلول عام 2013 ، وفقا لمعهد إدارة الأعمال. وتوقع أن تتمكن المملكة وبقية دول الخليج من مواجهة هذا التحدي، وستكون ميزة التمتع بالمواد الخام الأساسية لدى المملكة حاسمة في مساعدتها على توسيع حصتها في السوق، حتى إذا زادت الصين من طاقتها الإنتاجية. وعلى افتراض أن أسعار النفط، ومن ثم أسعار النافتا، ستستمر في الارتفاع على المدى من المتوسط إلى الطويل، فان هذا سيمارس ضغطا على هوامش الربح لدى المنتجين ممن لا يستطيعون الحصول على مواد خام أساسية مدعومة. ومع ذلك، يظل التحدي الصيني هائلا.