أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم أن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - خاض مع رجاله الأشاوس معركة التكوين وبذل الغالي والرخيص في سبيل تكون هذا الكيان العظيم ونحن اليوم نخوض معركة البناء. وأضاف سموه لابد من محاسبة أنفسنا عن ما قدمنا لهذا الوطن المعطاء... جاء ذلك في حديث لسموه إلى «الرياض» بمناسبة اليوم الوطني ال 79 فقال سموه يحفظه الله: الحمد الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين. اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوم نعتز ونفتخر به جميعاً في هذا الوطن المعطاء وهذه المناسبات الوطنية مذكرة بأمجاد تنعم الأجيال بمعطياتها وتظل المناسبة الرئيسية متواصلة العطاء، فاليوم الوطني الذي يستقبله المواطنون في الأول من الميزان كل عام يعيد ذاكرتهم ليوم توحيد هذه البلاد الذي جمع الأشتات ووحد الكلمة ومكن جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - من استئناف معركة البناء التي لم تزل قائمة إلى اليوم والى أن يرث الله الأرض ومن عليها إن شاء الله، فالمملكة على الرغم من مجيئها متأخرة إلا أنها حققت من الانجازات مالم يكن في الحسبان وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بهمة الرجال الأبطال الذين وفقهم الله لصنع التاريخ. واليوم الوطني الذي نعيش فرحته ونجني ثماره وننعم بخيراته اليوم يجب أن لا ينتهي بالفرحة والتمجيد فالأمه هي التي تجعل لهذا اليوم مفهومه. أن علينا جميعاً ونحن نستقبل هذا اليوم أن نحاسب أنفسنا وان نسألها عما قدمت لهذا الوطن المعطاء. لقد خاض الملك عبدالعزيز ورجاله الأشاوس بكل اقتدار معركة التكوين وبذل - رحمه الله - الجهد والمال والوقت والأنفس في سبيل تكوين هذا الكيان العظيم، ونحن اليوم نخوض معركة البناء بكل الإمكانيات وتحت ظروف مواتية، وواجبنا أن نبذل كل ما نقدر عليه ليبقى هذا الوطن عزيزاً شامخاً. لقد توارث أبناء الملك عبدالعزيز الراية من بعده وأحسنوا القيادة وترسموا خطى المؤسس واستطاعوا بصدقهم وإخلاصهم ووفائهم أن يحافظو على وحدة هذا الكيان إقليمياً وفكرياً وان يتقدموا به إلى مصاف الدول المتقدمة والأمة التي تنعم بالأمن والرخاء والاستقرار ورغد العيش من أوجب واجباتها أن تجدد العهد وان تصدق بالوعد وان تقوي لحمة التماسك وألا تدع لأي حاقد أو مفسد أو متلاعب أن يخترق صفوفها، فالبلاد بما وهبها الله من الخير والأمان وفيوض الإحسان مستهدفة ومحسودة على ما تنعم به من نعم لا تعد ولا تحصى، وكما قال سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - يحفظه الله - إن كل موطن في هذه البلاد رجل أمن وإن لم يكن كل مواطن رجل أمن فان خروقات الضالين والمخربين ستفسد علينا ما وهبنا الله إياه، فيجب علينا جميعاً أن نكون رجال أمن لخدمة ديننا ومليكنا ووطننا. تمر هذه المناسبة السعيدة وبلادنا تستعد لحدث علمي عالمي يوافق هذا اليوم 4/10/1430ه سيكون له أثره الفعال في صناعه الأجيال وتطوير التعليم العالي في البلاد، هذه المناسبة هي مناسبة افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي دعي إليها زعماء العالم وعلماؤه ومفكروه وأدباؤه، وستكون تظاهرة حضارية علمية تضع المملكة في بصر العالم وبصيرته. وقبل فترة وجيزة وصدرت الأوامر الملكية الكريمة بافتتاح أربع جامعات تضاف إلى جامعات عملاقة تغطي المدن والمحافظات وتسهم في استيعاب أبناء الوطن وتحول البلاد إلى دولة حضارية تنافس أرقى دول العالم، وعهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مليء بالمبادرات العلمية والإنسانية والحضارية ففي كل يوم نعايش مبادرة كريمة تدل على أن البلاد تشق طريقها بثقة وقوة، وبهذه المناسبة نحمد الله أن رد الله كيد الكائدين إلى نحورهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم، ونسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد قادتها وولاة أمرها وشعبها العزيز وان يوحد كلمتنا على الحق ويجمع صفوفنا في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني وزير الداخلية يحفظهم الله جميعاً.