صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا منحمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوم نعتز ونفتخر به جميعاً في هذا الوطن المعطاء وهذه المناسبات الوطنية مذكرة بأمجاد تنعم الأجيال بمعطياتها وتظل المناسبة الرئيسية متواصلة العطاء فاليوم الوطني الذي يستقبله المواطنون في الأول من الميزان كل عام يعيد ذاكرتهم ليوم توحيد هذه البلاد والذي جمع الأشتات ووحد الكلمة ومكَّن جلال الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه من استئناف معركة البناء التي لم تزل قائمة إلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إن شاء الله فالمملكة على الرغم من مجيئها متأخرة إلا أنها حققت من الإنجازات مالم يكن في الحسبان وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بهمة الرجال الأبطال الذين وفقهم الله لصنع التاريخ. واليوم الوطني الذي نعيش فرحته ونجني ثماره وننعم بخيراته اليوم يجب أن لا ينتهي بالفرحة والتمجيد فالأمة هي التي تجعل لهذا اليوم مفهومه. إن علينا جميعاً ونحن نستقبل هذا اليوم أن نحاسب أنفسنا وأن نسألها عما قدَّمت لهذا الوطن المعطاء. لقد خاص الملك عبد العزيز ورجاله الأشاوس بكل اقتدار معركة التكوين وبذل رحمه الله الجهد والمال والوقت والأنفس في سبيل تكوين هذا الكيان العظيم ونحن اليوم نخوض معركة البناء بكل الإمكانيات وتحت ظروف مواتية وواجبنا أن نبذل كل ما نقدر عليه ليبقى هذا الوطن عزيزاً شامخاً. لقد توارث أبناء الملك عبد العزيز الراية من عبده وأحسنوا القيادة وترسموا خطى المؤسس واستطاعوا بصدقهم وإخلاصهم ووفائهم أن يحافظوا على وحدة هذا الكيان إقليمياً وفكرياً وأن يتقدموا به إلى مصاف الدول المتقدمة والأمة التي تنعم بالأمن والرخاء والاستقرار ورغد العيش من أوجب واجباتها أن تجدد العهد وأن تصدق بالوعد وأن تقوي لحمة التماسك وأن لا تدع لأي حاقد أو مفسد أو متلاعب أن يخترق صفوفها فالبلاد بما وهبها الله من الخير والأمان وفيوض الإحسان مستهدفة ومحسودة على ماتنعم به من نعم لا تعد ولا تحصى وكما قال سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدالخية يحفظه الله أن كل مواطن في هذه البلاد رجل أمن وإن لم يكن كل مواطن رجل أمن فإن خروقات الضالين والمخربين ستفسد علينا ما وهبنا الله إياه فيجب علينا جميعاً أن نكون رجال أمن لخدمة ديننا ومليكنا ووطننا. تمر هذه المناسبة السعيدة وبلادنا تستعد لحدث علمي عالمي يوافق هذا اليوم 4/ 10 / 1430ه سيكون له آثره الفعال في صناعة الأجيال وتطوير التعليم العالي في البلاد هذه المناسبة هي مناسبة افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والتي دعي إليها زعماء العالم وعلماؤه ومفكروه وأدباؤه وستكون مظاهره حضارية علمية تصنع المملكة في بصر العالم وبصيرته وقبل فترة وجيزة صدرت الأوامر الملكية الكريمة بافتتاح أربع جامعات تضاف إلى جامعات عملاقة تغطي المدن والمحافظات وتسهم في استيعاب أبناء الوطن وتحول البلاد إلى دولة حضارية تنافس أرقى دول العالم وعهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملئ بالمبادرات العلمية والإنسانية والحضارية ففي كل يوم نعايش مبادرة كريمة تدل على أن البلاد تشق طريقها بثقة وقوة وبهذه المناسبة نحمد الله أن رد الله كيد الكائدين إلى نحورهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم ونسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد قادتها وولاة أمرها وشعبها العزيز وأن يوحد كلمتنا على الحق ويجمع صفوفنا في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني وزير الداخلية يحفظهم الله جميعاً .