العنوان السابق يؤكد ان المقالة السابقة موجهة لفئة عمرية معينة ومع ذلك لن استغرب ان يقرأها الكبار او الصغار لاننا اعتدنا ذلك مع بعض الكتب او بعض الافلام السينمائية ... والاكيد انني سأفرح إن قرأها الجميع وافرح اكثر ان اقتنع بها شبابنا وفتياتنا... الاحتفالية باليوم الوطني باتت تمثل موسم صخب عند البعض...اعلم ان الوقت كفيل باعطائنا جرعات ثقافة الاحتفال...واعلم ان شبابنا وفتياتنا غير ملومين في قصور تلك الثقافة فالمدرسة كبلت ايديهم عن التصفيق والفرح بحجة التحريم...واعلم ان الاهالي تمنع دخولهم الزواجات بعبارة ممنوع دخول الاطفال ...واعلم ان امانة مدينة الرياض لم تزرع الفرح في ارضنا الا قبل عدة سنوات ولها الشكر بعد ان ايقظت فينا احاسيس الفرح وفتقت مسامات الوجدان فينا بعد ان اعتقدنا ان الرياض مكفهرة الوجه وبالتالي لابد من تقطيب حواجبنا لنصبح اهلا لها ...،مع انها كشفت لنا وجها رقيقا واسدلت بين عيوننا ظفائر حب انعشت في دواخلنا كل طاقات الحب ليس لها لانها معشوقتنا الاولى والدائمة ولكن للفرح للعيد للوطن ... الفرح بالعيد او اليوم الوطني ليس مناسبة لامتلاء الطرق بالعربات وليس مناسبة لتكحيل العربات باللون الاخضر والاهم ليس مناسبة للرقص في الطرقات ومضايقة الاسر...الاحتفالية لاتعني مضايقة الاخر ولاتعني الخروج عن منظومة القيم الاجتماعية... ايضا نريد ان نتفق معهم على ان الحرية لاتعني الاساءة بل هي نضج يرتكز على ايجابية الوعي...الاحتفال باليوم الوطني مناسبة تتكرر مرة كل عام والوطن يستحق منا ان نعلمه كيف نحبه من خلال احترام النظام ومن خلال عدم التحرش باحد... الوطنية ليست لونا أخضر والاكيد انها ليست اساور نلبسها ولا اغاني نرددها والاكيد انها ليست رقصا في منتصف الطريق وليست زحاما يعيق المارة ...فمنهم المريض ومنهم الكبير ومنهم من يريد اللحاق باسرته ليفرح معهم ومنهم من تريد اللحاق بابنائها بعد ان اكملت عملها في المستشفى وعالجت مريضا او ساعدت مسنا غابت اسرته او جنديا شارك في تنظيم طرقنا او دافع عن امننا.... من حقكم التعبير عن حبكم للوطن ومن حقكم ان تحتفلوا بالحب الوطني ولكن ليس من خلال الزحف في الطرقات بعربات تهتز من كثرة الراقصين فيها ، وليس من خلال ايقاف السير لتمارسوا هواية الرقص في الطريق العام...وليس من خلال حلقات الضحك المشترك بينكم وبينهن ... الاحتفالية امر مشروع للجميع ولكنه ايضا ياتي ضمن الاحترام للحق العام والذوق العام وقبل كل ذلك الارتكاز على منظومة قيم المجتمع وما لاترضاه لاسرتك وامك واختك وزوجتك لاتفعله مع غيرهم ومالا ترضين ان يعرفك الاخرون من خلاله لاتقومي به خلف نقاب.... اليوم الوطني يوم نتذكر فيه ان الوطنية رباط بيننا وبين تراب هذه الارض رباط نتقدم من خلاله لكل مسارات الحياة بما فيها مسار الفرح والامل....