استبعد الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي المسلم وجود أي خطورة على مدينة الرياض بتكرر انقطاع المياه، مؤكداً أن شركته حسب منهجيتها في رفع الكفاءة التشغيلية في قطاع المياه والصرف الصحي؛ استعدت مبكرا للازدياد المتوقع في استهلاك المياه خلال أوقات الذروة، التي يعتبر شهر رمضان المبارك احد هذه المواسم. يأتي حديث المسلم رداً على شائعات تؤكد أن بعض أحياء الرياض لا زالت تعيش أزمة تدفق المياه ومنها ما حدث أخيراً من انقطاع المياه في جزء من حي العليا وحي الملك فهد وأجزاء متفرقة من أحياء مدينة الرياض الواقع في الجزء الغربي من العاصمة، مطمئناً على مستقبل المياه في الرياضوجدة من خلال استراتيجيات اتخذتها الشركة في وقت مبكر من انطلاق أعمالها العام الماضي. وعلى الرغم من تدشين شركة المياه الوطنية لمحطة صلبوخ المقرر لها تغذية الجزء الشمالي من الرياض إلا أن أحياء شمالي الرياض ومنها المنطقة التجارية الواقعة على طريق الملك فهد "حي الصحافة- العقيق" لا زال بعض سكانها يستعينون بصهاريج المياه لجلب المياه لمنازلهم ومتاجرهم وسط تفاوت بالأسعار حسب العرض والطلب، ما دفعهم لتكرار الشكاوى والمطالبة بسرعة إيصال المياه لهم. وتابع المسلم" تضمنت استراتيجية الشركة تنفيذ برامج طموحة لزيادة موارد المياه من مصادر أخرى غير المعتمد عليها، وذلك لتغطية العجز بين الطلب والاحتياج من خلال تعزيز مصادر المياه، عبر تنفيذ مشروعات تواكب الطلب المرتفع على المياه، تشمل زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطات تنقية مياه الآبار الحالية وتوسعتها وإنشاء محطات جديدة لتنقية مياه الآبار خلال السنوات القادمة، وكذلك تحديث وتعديل منظومة نقل وتوزيع المياه، التي تشمل تنفيذ خطوط نقل المياه الرئيسية والشبكات الفرعية وخزانات المياه ومحطات الضخ واستبدال الخطوط القديمة وتركيب عدادات المياه الرئيسية على نقاط تغذية الأحياء، لإدارة وتشغيل هذه المنظومة بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تحسن (الخدمة) و(السلعة). وقال المسلم إن شركة المياه الوطنية بالرغم من قصر عمرها الزمني، الذي لم يتجاوز العام الواحد، عملت بشكل ممنهج على تحسين إدارة الطلب على المياه في مدينتي الرياضوجدة، حيث نجحت الشركة في زيادة كميات المياه التي يتم ضخها لمدينة الرياض بواقع (100) ألف متر مكعب يومياً لتدعيم أحياء شمال وشرق الرياض، وتقليص اعتماد هذه الأحياء على المصادر الحالية، وإعادة توجيه إنتاج (6) محطات تنقية مياه أخرى إلى بقية أحياء المدينة، وذلك بعد أن تم الانتهاء من توسعة محطتي تنقية المياه بالبويب وصلبوخ، التي بدأت إنتاجها في وقت سابق بطاقة تصل إلى خمسين ألف متر مكعب لكل محطة. وزاد كما أنهت الشركة تنفيذ مشروع خط المياه الرئيسي، الذي يغذي أحياء غرب وشمال مدينة الرياض، وتشغيل محطات التنقية الأخرى بالرياض بطاقاتها القصوى، وإعادة جدولة إيصال المياه للعملاء أسبوعيا، مما ساهم في ضمان وصول المياه بكميات كافية وبشكل متساوٍ، في الأحياء، خاصة مع ارتفاع معدل الاستهلاك في مدينة الرياض إلى (1,690,720) متر مكعب في اليوم الواحد، وذلك خلال أوقات الذروة. وبين أنه وفق دراسات الشركة - سيسهم نقل 90% من المياه المحلاة من إنتاج محطة رأس الزور إلى مدينة الرياض بواقع 900 ألف متر مكعب من المياه يوميا، والمشاريع الأخرى التي تنفذها الشركة إلى زيادة كميات المياه التي يتم ضخها في مدينة الرياض، وارتفاع ضغوط ضخ المياه في الشبكة العامة والتي يبلغ طولها (12,650) كيلومتر طولي، وزيادة كميات المياه الموزعة للمواطنين. وقد ظهرت النتائج الايجابية لما سبق، من خلال نتائج المسوحات الميدانية، والانخفاض الملحوظ في شكاوي العملاء من انقطاع المياه، وارتفاع معدل الرضاء، وتلاشي الازدحام أو الانتظار في محطات تعبئة الصهاريج (الأشياب) مع ملاحظة أن حدوث بعض النقص في المياه او الانقطاع قد يحدث نتيجة حوادث عارضة بشبكة المياه، ولكن جاهزية الشركة مرتفعة في معالجة أي طارئ. وعن توزيع الشركة فواتير مياه تحمل شعارها على المنازل وهل يعني ذلك أن ملكية بيع المياه بشكل كامل؟ قال المسلم ل"الرياض" إن فواتير المياه تنقسم إلى شقين فواتير يتم إصدارها بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء ضمن مشروع دمج الفواتير وهي التي يتم إيصالها للعملاء في منازلهم، والفواتير الأخرى التي تطرقتم لها يتم إصدارها من قبل مراكز خدمات العملاء التابعة للشركة والتي تحمل هويتها، والشركة حالياً وضمن مهامها إنتاج ونقل وتوزيع المياه وكذلك تحصيل الإيرادات تملك حق بيع المياه على العملاء في مدينتي الرياضوجدة من خلال عملية التوزيع عبر شبكات المياه، وتعرفة المياه خارج نطاق صلاحيات الشركة، فهي قرار سيادي بيد الدولة. وعن تضرر المستهلك من وجود نقص أو انقطاع للمياه هل يتحمل المستهلك قيمة شراء المياه أو الشركة؟ وكيف يتم ذلك؟ أوضح المسلم بأن المياه الوطنية تقدم صهاريج مجانية من خلال الاتصال على الهاتف المجاني الخاص بالشركة -في حال وجود انكسارات في الشبكات الفرعية داخل الأحياء- في ذات الوقت تقوم فرق الصيانة بالعمل على إصلاح تلك الانكسارات بشكل عاجل وفي أقصر مدة زمنية ممكنة، كما عمدت الشركة على زيادة فترات عمل مكاتب الصيانة وإعادة هيكلتها للعمل لمدة 16 ساعة في اليوم بهدف تحسين خدمات العملاء على أسس معيارية، مهنية وحضارية. وعن تحملها لمصاريف سحب مياه الصرف الصحي؟ قال المسلم: حرصت شركة المياه الوطينة، منذ استلامها مسؤولية إدارة وتشغيل قطاع المياه والصرف الصحي العام الماضي في مدينتي الرياضوجدة (المرحلة الأولى) على رفع الكفاءة التشغيلية في هذا القطاع، من خلال تنفيذ مشاريع بقيمة 16 مليارا، أما فيما يتعلق بسحب المياه فإن الشركة ومن منطلقات بيئية وخدمية حرصت على نزح مياه الصرف المنسابة على المناطق التي تعاني من ارتفاع المياه الجوفية، كما وقعت الشركة على عقود مخصصة لهذا الغرض.