ضغط المسابقات، سوء البرمجة، غياب القرارات الحازمة، المجاملات في عمل الكثير من اللجان، رمي المسؤولية فقط على المدربين واللاعبين والإداريين بعد كل خروج الكل يتفق أنها ساهمت في تراجع مستوى الرياضة السعودية، ولكن ماذا عن الإعلام، هناك مع الأسف من تخصص بمسح الجوخ، وتحويل القبيح إلى جميل، والسلبي الى ايجابي أمام رعاية الشباب واتحاد الكرة، وهذه إحدى الآفات التي ساعدت على تراكم السلبيات وعدم معالجتها بالنقد الصادق، والأطروحات المفيدة. انظروا الآن للكثير ممن يطرح بعد خروج المنتخب، هل قرأتم مقترحات صادقة تقدم للمسؤولين في رعاية واتحاد الكرة يبين العيوب ويساعد على معالجة الأخطاء وتعديل الاعوجاج، بكل أسف جميع مايتناوله البعض يهدف الى الاقتراب أكثر من المسؤول بأي طريقة كانت، أما كشف الخلل ومحاولة الرقي بالعمل الرياضي فهو آخر ما يفكرون به. لايهمهم إن اخفق منتخب أو فشل ناد أو رسبت لجنة في تأدية عملها، أو غيبت لوائح، المهم لديهم أن يصلوا الى أهدافهم وغاياتهم، وهذا فيه فساد للأخلاق وضعف الرقابة الذاتية وتربية للنفس على الكذب والنفاق، والامتناع عن قول الحقيقة من أجل المصلحة العامة. انظروا إلى أسماء كانت في مقالاتها تهاجم رعاية الشباب وتنتقد اتحاد الكرة، وعندما دخلت بعض اللجان كيف تغيرت لهجتها، والسؤال ماذا لو خرجت في المستقبل من هذه اللجان هل ستغير لغتها، وتكون هجماتها مرتدة؟. النجاح هو ثمرة التخطيط السليم، والتفكير بعيد المدى والخطوات التي لا تعرف التثاقل، والإعلام الصادق بنقده المتجرد من المجاملة عامل مؤثر في تحقيق النجاح برؤيته للأخطاء وتسليط الضوء حولها على أمل العودة الى التصحيح وليس دس الرؤوس بالرمل، ولكنه أبتلي بمتملقين يسئيون للمهنة. بعد الخروج المر ظننا من بعض الأقلام التي شغلت الوسط الرياضي حول من يستحق شارة القيادة في المنتخب وأيهما أكثر شعبية الهلال أم النصر؟، ومن الأفضل الاتحاد أم الأهلي، وأيهما أكثر قيمة ياسر القحطاني أم السهلاوي؟ أن يواكبوا الإخفاق بكشف من المتسبب؟، وإذ بهم يختفون عن الأنظار، ويهاجمون اللاعبين والمدرب، وكأنهم ينتظرون رأياً معيناً حتى على ضوئه يحددون نوعية أطروحاتهم؟، دون عرض للمشكلة الحقيقية التي أنهكت جسد الرياضة السعودية منذ ثمانية ألمانيا الشهيرة، فالمدرب يُقال تلو الآخر، واللجنة تشكل بعد اللجنة، والتوصيات والتصريحات تتصدر أعمدة الصحف والنتيجة عودة الى الوراء وابتعاد عن البطولات لجميع المنتخبات السعودية على الرغم من الإمكانات الكبيرة!! مثل هذه الأقلام من الممكن أن تهاجم أي شخص إذا تعلق الأمر بمصلحة الأندية المفضلة، ولكنها لا تجرؤ على أن تقول الحقيقة إذا تطلب الأمر نقداً ايجابياً تجاه مسؤول يعدل من مسار الرياضة ويحميها من الاعوجاج، فهل مثل هذه النوعية تستحق أن يطلق عليها إعلام وطن؟، أم إعلام (شد لي واقطع لك) ؟.