تواصل "دنيا الرياضة" نشر استطلاعها لآراء النقاد الرياضيين عن اسباب إقصاء المنتخب السعودي من المونديال وبالتالي غيابه عن نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا لأول مرة منذ عام 1994 والحلول التي من شأنها إعادة الكرة السعودية إلى سابق عهدها بل والنهوض بها إلى مستويات أعلى. عن ذلك الموضوع تحدث مدير تحرير صحيفة الوطن الزميل صالح ناصر الحمادي فقال: "حساسية الطرح فيما يتعلق بالمنتخب تمنع الشخص من الحديث بكل ما يفكر فيه ويتبناه كرأي، ولكن أقول بخروجنا من المونديال بتلك الطريقة اغتلنا فرحة جماهير الوطن". أخطاء متراكمة وأكمل متحدثاً عن اسباب الإقصاء من المونديال: "ارى أن من أهم الاسباب البخل في تحضير المنتخب وإعداده سواء بالمادة أو حتى بالفكر والحماس؛ فغيرنا من المنتخبات تذهب وتواجه ودياً منتخبات قوية وشهيرة أقوى منها بينما نلعب نحن مع ماليزيا الضعيفة كروياً؛ ولذا أرى أننا لم نكن منصفين في أداء المهمة، واخطاؤنا خلال التصفيات كاملة هي من أبعد الفرصة عن منتخبنا، وليست اخطاء التحكيم أو غير ذلك؛ فأخطاء التحكيم تحدث في معظم المباريات، وللأسف راهنا على أوراق وخذلتنا، ومن أهم اخطائنا ضم لاعبين في مراحل مختلفة كانوا غير جاهزين لمباريات مهمة مثل تصفيات كأس العالم". أما الزميل والناقد الرياضي صالح بن علي الحمادي فقال عن أسباب الخروج من المونديال: "أولاً لابد أن أشير إلى أن مؤشرات عدم التأهل كانت واضحة منذ مطلع التصفيات مروراً بدورة الخليج وانتهاء بباقي مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال ولقائيْ الملحق؛ فقد واضحاً وبشكل جلي أن المنتخب لا يتطور رغم ما يصرف عليه من القطاعين الحكومي والخاص". وعن الأسباب التي أدت لذلك قال الحمادي: "الكرة لدينا لم نتعامل معها كما يجب بدءاً من اللاعب وحتى المسؤول وفي اعتقادي أن أجمل من لخص المشكلة هو الكاتب في صحيفة "الرياض" المهندس طارق التويجري في مقاله الذي نشر يوم السبت الماضي الموافق 22 من شهر رمضان الجاري.وفي الإعلام الرياضي للأسف انقسمنا إلى قسمين الإعلام الذي يركز على القشور ويهتم بالضربات الركنية والمحور والتمركز وغيرها من الشكليات وربما يعود ذلك لكونهم لا يستطيعون تبني رأيهم بجرأة.والإعلام الآخر الذي يقول رأيه بكل صدق وغيرة على رياضة الوطن والذي للأسف بات مهمشاً ولا يقبل وهناك من داخل المجتمع الرياضي من يسعى لتهميشه وإخفاء صوته وهم قادرون على ذلك". البحث عن طوق النجاة وأضاف الحمادي "ولذا أصبح الهم هو القشور مثل من هو اللاعب الاسطورة هل هو ماجد أم سامي ؟ هذا على صعيد الإعلام وعلى صعيد المسؤولين يبحثون عن طوق نجاة مثل موضوع تقييم المنتخب والترتيب الذي فاخرنا فيه فترة طويلة رغم أنه لم يصدر من جهة رسمية معتمدة بدليل أن البحرين تتقدم علينا في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"؛ كما أن كثيرا من الأمور في المجتمع الرياضي توكل إلى غير أهلها نتائج هذا الأمر نشاهدها على أرض الواقع في أندية المقدمة التي تمثل الكرة السعودية خارجياً وفي المنتخبات الأربعة، وفي كل الأحوال عند الإخفاق يكون كبش الفداء المدرب ومهما صرف عليه من ملايين يذهب ويأتي غيره بينما الأخطاء تستمر كما هي". وأوضح الحمادي "وحتى على صعيد الحكام حينما كانت المنتخبات السعودية وأندية المقدمة تحقق الانجازات القارية والدولية كانت المنافسات السعودية المحلية تدار بحكام سعوديين أكفاء والآن أين هم هؤلاء الحكام؟ وهذا مؤشر حقيقي للوضع العام على كافة الأصعدة". فيما بدأ الزميل والكاتب الرياضي منيف الحربي حديثه بقوله: "بعد خسارة المنتخب السعودي فرصة التأهل لكأس العالم ضج الشارع والإعلام بالطريقة ذاتها التي حدثت عقب نهائي بطولة الخليج الأخيرة وبذات الأسلوب الذي حدث حينما خسرنا كأس آسيا أمام منتخب يعيش أوضاعاً مأساوية". الخروج لم يكن مفاجئاً وعن أسباب عدم التأهل للمونديال قال الحربي :" تسألني عن سبب الوداع المرير وأجيبك باختصار أن المسألة ليست لوغاريتمات أو متاهات؛ ليس هناك سبب وحيد حصل فجأة كي نقول إنه هو الذي أدى للخروج!! هناك أسباب كثيرة تراكمت فالعملية عملية أخطاء تتكرر وتتكاثر وفي النهاية تؤدي لخسائر تدريجية منتظمة بقينا نتجاهلها حتى أكدها منتخب البحرين، إذاً هي مجموعة عوامل سلبية تتراكم فتؤدي للإخفاق، تماما كسقوط أحجار الدومينو؛ بالتالي فالحلول ينطبق عليها القول ذاته أي ليس هناك حل سحري نطبقه فتعود الانتصارات، هناك طرق صحيحة إذا اتبعناها فستؤدي (مع الوقت) إلى تقليل السلبيات والأخطاء لتكون النتائج أقرب إلى الصواب والإيجابية، هناك الكثير مما يمكن قوله حيال هذا الموضوع لكن الأهم ليس ما يقال الأهم ما سيحصل على أرض الواقع". وأضاف الحربي من مظاهر السلبيات التي تكررت وتحدث عنها الكثيرون ربكة المسابقات و"التخبيص" الحاصل في الجدولة ومع أن كل النقاد تعبوا من الحديث عنها وحذروا من تداعياتها إلا أن رؤساء اللجان وأعضاءها ظلوا يصرون على تكرارها بحجج ومبررات متعددة حتى رأينا حجم الكارثة!! كان الكل يحذر من تجاهل التراجع الذي تعيشه رياضتنا لكن لا أحد يجيب؛ المنتخب القوي هو نتاج دوري قوي وخطط واضحة مستقرة لكن أنديتنا تعاني من ضياع صوتها وينبغي أن لا يخدعنا رقم 16 على مستوى العالم، فالمعايير متقلبة والأهم هو المستوى الحقيقي للدوري وانتظامه وقوة منافساته، والحل يبدأ من منح الأندية صلاحياتها وحقوقها، وتصحيح وضع اللجان العاملة بتحويلها الى إدارات يعمل فيها متخصصون متفرغون، وأن تكون هناك لوائح وأنظمة واضحة لا تقبل اللبس والاجتهاد، وأن يتم التعاقد مع اسم كبير في عالم التدريب مع منحه الصلاحيات كاملة في اختيار الأسماء وبرامج الإعداد وكذلك منحه الوقت الكافي عن طريق عقد طويل. فليس من المعقول أن يكون مر على المنتخب السعودي 11 مدربا في 11 سنة، وليس من المعقول أن نرى الأندية تجلب أسماء ناجحة ومميزة فيما المنتخب خلاف ذلك "!! سنوات للخروج من الدوامة وعن الحلول للنهوض بالكرة السعودية مجدداً وإعادتها للمنافسة قال الزميل صالح بن علي الحمادي:" الخطير في هذه المسألة أننا قد نحتاج إلى سنوات لكي نخرج من دوامة الدوران حول أنفسنا في مسألة الدورات الدولية وغيرنا ينطلق نحو تحقيق الانجازات، والعلة ليست في اسماء بقدر ما تكمن في منظومات داخل المجتمع الرياضي غلب فيها الغث على السمين، والحلول تكمن في وجود إرادة حقيقية وذراع قوية توقف عبث العابثين في المجتمع الرياضي السعودي حتى وإن ظهروا بوجه حسن في ظاهرهم دعماً للمنتخبات أو غيرها ففي باطنهم ينهضون على إسقاط الآخرين". أما الزميل صالح بن ناصر الحمادي فطالب بالتعامل مع المرحلة المقبلة بتعقل وقال: "كل المنتخبات التي ستخرج من المونديال ستحاول الخروج من أزمتها، والخروج من المونديال ليس نهاية العالم، ويجب أن نتعامل مع المرحلة المقبلة بكل هدوء واتزان. وأخيراً أتمنى أن توضع النقاط على الحروف ويكفي ..!! لأن في فمي ماء..!!". ابتعدوا عن المسكنات في حين قال الزميل منيف الحربي عن الحلول التي من شأنها إعادة الكرة السعودية إلى سابق عهدها:" صدقني أن الأسباب والسلبيات واضحة وعلاجها ليس صعباً؛ فالكرة السعودية مليئة بالمواهب ولديها من الإمكانات ما يجعلها قادرة على الحضور بصورة أجمل لكن الأهم هو المعالجة الفعلية بعيداً عن المسكنات، فالقضية ليست التأهل لأن المنتخب المصري مثلاً قد لا يتأهل رغم قوته!! القضية هي المستوى وشخصية الفريق؛ فالأخضر السعودي يلعب دون شخصية حتى وهو يفوز. نريد منتخبا قويا بهوية واضحة حتى لو لم يتأهل، فالفوز والتأهل يأتيان لاحقاً إذا عولجت الأخطاء".