هذا العنوان قد يصلح مطلع لقصيدة جميلة ، رقيقة ، هادئة ، تفتح آفاقا جميلة وصورا لطيفة أو تبدأ شاعرة نثر قصيدة بها ، وربما أسرق هذه الجملة الجميلة لأجعل منها عنوانا لقصة قصيرة جدا . وانا أكتب هذا المقال أستشعر الطفل وهو معلق على غيمة جميلة ، ليست غيمة ( على الدميني ،الرصاصية ) غيمة بيضاء ناصعة تحمل الطفل الذي يرضع القمر ، غيمة لم يلوثها جيش (شوارسكوف )الهارب من فيتنام مطرودا لينثر غله في خليجنا. طفل يرضع القمر ،ومن حبه لهذا الحليب القمري يخرج من شدقيه نور حليبي.ينزل كالبلور ، ربما كاللؤلؤ دررا ما لبسها جيد حسناء محظوظة .وربما نخرج لنتلقف هذا النور الحليبي. نفتح ايادينا ويتساقط هذا النور ليكن مصباحا لا ينطفئ. طفل يرضعه القمر ،يتكون للقمر ذراعان جميلان كذراعي أم لم تنجب لسنين عجاف ثم وجدت بطنها ينشق عن طفل قمري ، طفل يرضعه القمر يحضنه يرفعه ويمد له طرفه النوراني ، حليب ينزل على الأرض فينبت أقمارا ، كل قمر يولد أقمارا.ويكون لهذه الأقمار مريدون وملهمون وزوار ، وربما كل من لمس قمرا من هذه الأقمار ولّد أقمارا ، وتنبت الأقمار على الأرض . (طفل يرضع القمر) ممكن يكون فليما جميلا من أفلام دزني ، يلتف حوله الصغار وأجد نفسي من ضمن هؤلاء الصغار ، أو ربما تتناوله السينما الهوليودية فتنتج فيلما خياليا في حرب محتملة بين الأرض والقمر أو سكان الفضاء ، كل ذاك لأن طفلاً يرضع القمر . الحلم جميل ، هناك من حلمت أو حلم بطفل يرضع القمر ، هذا الحلم صار حديثا كبيرا ، بعضهم رأوا أن هذا الحلم يعني ولادة المهدي المنتظر ، والمهدي المنتظر موجود في كل الديانات والثقافات ، هو المخلص الذي سيخلص العالم من الظلم ، وينشر العدل ، ومن ثم تقوم القيامة ، وتبدأ الآخرة . هوالحلم الذي يريده الكثيرون، حلم المخلص ، الذي يقتل المسيح الدجال ، ولأن الدجالين مختلفو الديانات واللغات والثقافات ، لذا فلكل أمة شكل لمخلصها ،ولكن يكثر الحلم في المخلص متى ما كان الظلم أقوى ومتى ما كانت الحياة صعبة ومتى ما كان الفرد العادي يصعب عليه مواجهة كل مايحدث أمامه ، فالمخلص يحررالإنسان التعبان مثلا من صعوبة الحياة ومن الزحام ومن مؤجر المنزل الذي يطرق الباب كل نهاية شهر، والقيامة ستجعل البنوك تنكفئ على ذاتها وتحترق أوراقها ولن يركضوا وراء الناس، والذين ضحكوا كثيرا على الفقراء والمساكين سيبكون، ومقتنصو الفرص والسارقون والناهبون كل هؤلاء سيكونون أمام الله يوم القيامة لا شفيع ولا هالة إلا ما كسبت أيديهم ، ويتساقطون وهم يمرون على الصراط المستقيم .. طفل يرضع القمر ، يتباشر البسطاء والمساكين وتطير الأسئلة للمنمقين وراء الكاميرات ،هل ولد المخلص ؟ الذي سيملأ الأرض عدلا كما مئلت ظلما . مخلص يقضي على المسيح الدجال . والدجالون كثر. طفل يرضعه القمر ،سيضعه على حجره ، ممكن او نؤلف قصائد وقصصا قصيرة جدا أو رواية تبدأ بالقمر ، سبق ان كتبت الروائية اللبنانية ( ليلى بلعبكي ) سفينة حنان للقمر .امرأة تتساءل : ماذا لو تركها طفلها ليستقر على القمر؟ وترى بيتها معلقاً بسحابة ، وطائراً في الفضاء .. طفل يرضع القمر ، رؤيا أو حلم ولكن هذا الحلم ولد أحلاما كل يريد المخلص أن ينقله من عذاب هذه الدنيا إلى جنة الآخرة . حيث لا جنة على الأرض ، لذا فحلم مجرد حلم صار قصة وحكاية وصار ممكناً ان نؤلف منه شعرا وقصصا ، حلم ولد أحلاما ..