في بعض قضايا السطو المسلح بذخائر العرف والتقاليد تفتعل المجتمعات أعذاراً وحججاً واهية لا تتناسب مع رأي شرع، ولا وقفة عقل. للوقت حكم، وللمنطق والعدالة والدين أحكام يجب أن تطبق على كل زمان ومكان. .. انزلاق الفتاة لأول دروب الرذيلة خطيئة وعار وخزي، ولكنه ليس بسبب كاف ليصبح العقاب بيد ولي أمر، أو أخ لينفذ فيها حكم الإعدام وتقتل.. واستثارة الزوجة لزوجها واستفزازه وإشعال نار سخطه حمق وغباء وقبح أخلاق بيد أن قتل أولادهما نكاية بها، أو ضربها حتى الموت ليس من العقل أو المسموح.. عدم توافق الزوجين ونفور الزوج من زوجته وهجره لها، والوصول لدرجة الكره وارد، إلا أنه ليس سببا مقبولا لتعليقها لا هي زوجة ولا مطلقة لسنوات طوال لأجل أن يحرمها الزواج فتربي أولادها منه، أو عقاباً ونكاية بها متجاهلاً قول الحق تعالى" (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).. لوي الأمر سلطة وكلمة على من ولي أمرهم، ولكن دون مستوى الاستعباد والظلم وأكل الحقوق المادية والمعنوية، والوصاية حتى على مستقبلهم وتضييعه بحرمان من تزويج أو تعليم أو ثمار الجهد.. والإعاقة وضع مختلف ووجود فرد شديد الإعاقة الجسدية أو النفسية في العائلة وضع خاص وابتلاء، ولكن هذا لا يستوجب رميه في جهة مسؤولة ونسيانه وتركه دون زيارة أو اهتمام أو اعتراف، وإن ظل حبيس البيت ففي حظر للتجوال أو الخروج أو المخالطة والخجل حتى من معرفة الغير بأمره.. والطلاق والعنوسة والترمل خصوصية ومخالفة لمسيرة وطبيعة الحياة العامة، إلا أنه حكم رب العالمين وتقديره، وعارض يجري على الأنثى والذكر على حد سواء، فمن التكبر والتجبر والاعتراض على مشيئته تعالى رفضه، وسفيه من يعتبره وصمة عار تخص المرأة وحدها.. ومن المؤسف أن لا تكون غنياً صاحب عز وجاه ومكانة وأملاك تصونك من الإملاق والحاجة بيد أن الفقر الحقيقي في "نفس" يائساً وحزيناً من هذا الحال، وحاقداً ناقماً على من يمتلك ذاك المال، وكذا فقر "العقل" في المغتر بمال الدنيا الزائل، والمزدري لمن لا يملكه مثله. يقولون: من الطبيعي الغيرة على العرض، والغضب والغرور، وحب المال، وكره نظرة الازدراء من الناس وغيرها. وبعيداً عن القيل والقال التي هي نصف المشكلة وموضع الخلل حين طبع ما ليس بطبيعي، وقننت بعض أفكار الناس على أنها مسلمات وأساسيات غير قابلة للتعديل وإعادة النظر مع أنها ليست بقرآن منزل من السماء، ولا قول رب منزه من الخطأ والزلة. .. إصدار الأحكام وتنفيذها بيد رب العباد، أو هي تلك التي سنها على الأرض على لسان نبيه، وما خلا ذلك ترهل فكري يروج لجور وظلم وبهتان وفساد في الأرض. ومضة رمضانية: وعينك إن أبدت إليك معايباً فصنها وقل يا عين للناس أعين