نحن نلجأ للمؤشرات الاقتصادية لمعرفة وضع الاقتصاد في البلد والتحقق من كفاءة الاستراتيجية الاقتصادية المتبعة، فمثلا الناتج القومي العام يدل على وضع الاقتصاد، وزيادته تدل على أننا حققنا نموا، ولكن حين نقسم رقمه على عدد السكان لنستخرج متوسط دخل الفرد، فإن هذا المؤشر لا يفيدنا في شيء بل إنه مؤشر مضلل، فحين يقال إن متوسط دخل الفرد السعودي سبعون ألف ريال، فهذا معناه أن كل طفل في المملكة دخله سبعون ألف ريال، وطبعا هذا لغو.. وزيادة متوسط الدخل قد تدل على أن مستوى المعيشة قد ارتفع، ولكنها لا تدل على التوزيع العادل للدخل، فقد نجد في دولة ما أن متوسط دخل الفرد يزداد في حين أن الأغنياء يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا، وهناك مؤشر آخر نشرته الصحف أخيرأ، واعتبرت ارتفاعه إنجازا، وهو نسبة السعودة التي ارتفعت في القطاع الخاص بنسبة 13%، وهو أيضا نوع من اللغو إذ يعني أن السعودة قد ارتفعت في كل القطاعات، وهذا مستحيل، إذ قد تكون قد ارتفعت في قطاعات لا تهمنا أن ترتفع فيها، وانخفضت في قطاعات يهمنا أن ترتفع فيها، وارتفاع المؤشر لا يعني نجاح السعودة بل قد يعني فشلها خاصة إذا ماحرصنا على نجاح السعودة في قطاع بعينه كالإلكترونيات والتكنولوجيا، والمؤشر بعد ذلك مضلل كل التضليل لأننا لا نستطيع أن نحصر كل العاملين الأجانب في المملكة، فهناك أعداد لا حصر لهم يعملون بدون إقامة، وهناك عمالة هاربة، وقد لا نستطيع أن نعالج ما حصل في الماضي، ولكننا نستطيع ألا نسمح بقيام صناعة أو عمل تجاري إلا إذا احتوى على العدد الذي نرغبه من السعوديين.