الأسئلة التي يطرحها الطفل على والديه.. عن كيفية ولادته؟ ومن أين خرج الى الدنيا؟ ولماذا تتواجد الأم والاب في موقع واحد؟.. وأيضاً مايشاهده الطفل في الرسوم المتحركة في القنوات الفضائية ومشاركته لاخوانه الكبار في مشاهدة الافلام والمسلسلات، لابد ان تتولد إليه هذه الأسئلة وربما أكثر، ليبقى السؤال كيف نجيب؟.. من المهم أن ندرك ان طفل اليوم ليس طفل الأمس، فالطفل توسعت مداركه في مراحل مبكرة ويعرف أموراً خصوصية عن ماهية العلاقة بين الأب والأم، فكيف يتصرف الوالدان في ظل توسع المصادر للطفل سواء في البيت او الشارع او المدرسة، كما يوجد بعض الآباء ممن يصرون على عدم ادراك طفل الخامسة والسادسة لمجريات العلاقة الزوجية وتفاصيلها ويصرون على نومه معهم في غرفة النوم..! تفكير مختلف! الدكتور موسى حسن طبيب نفسي يشير الى ان طريقة تفكير طفل اليوم وادراكه للمتغيرات ومجريات الحياة اليومية تغيرت عن طفل الأمس؛ ويعود ذلك الى اختراق وسائل التقنية للمنزل ومن خلال «المطر الفضائي» وعدم السيطرة علية اطلاع الطفل على امور لم يكن يعرفها وأبسط هذه الوسائل افلام الكارتون وقصص الحب التي تدور بها والقبلات الكرتونية واحمرار الخدين لفتاة الكرتون كل هذه الامور ساهمت في توسيع تفكير الطفل في مراحل مبكرة عن هذه الامور، ومن هنا يدرك ايضا خصوصيات العلاقة الزوجية بين والديه لذا يجب ان يعرف الوالدان هذه الناحية مع اهمية المصداقية مع الطفل وبشكل غير مباشر في الرد على اسئلته حتى لا يدرك الطفل ان والديه يكذبان عليه ومن هنا ينزع الثقة، كما يجب تخصيص مكان لنوم الطفل خارج غرفة نومهما خصوصا بعد سن الرابعة.. ويشير الاستاذ أحمد عبدالله مرشد طلابي الى ان طالب الصف الاول اليوم قد تغيرت مداركه وما يحتويه عقله من معلومات وخبرات قبل وصوله للمدرسة، ونحن ندرك ذلك من خلال شكوى بعض طلاب الصفوف الدنيا من بعضهم وسماع بعض الشكاوى عن تلفظ طالب صغير بعبارات قد تكون لمجرد الترديد والتقليد او عن ادراك لمعناها، لذا ليس هناك أدنى شك في ادراك طالب الصف الأول لتفاصيل العلاقة الزوجية بين والديه وما ينقص عليه يكمله له أطفال الشارع.. سلوك التقليد ومن خلال مشاهدة الطفل المقلد لحركات والده، يقول ابو وليد هذا الطفل من المؤكد انه شاهد حركات والده في الوقت الذي يدرك الوالدان فيه انه نائم، وان كان يقلدها لمجرد التقليد دون ادراك لمعناها فهذه يمكن حلها، والمصيبة عندما يقلدها وهو مدرك لمعناها لذا يجب مراقبة الطفل وابعاده عن مشاهدة الامور الخاصة للوالدين. ويتحدث سعود علي عن سماعه لعبارات من طفل جاره يرددها بين اطفال الشارع وهي عبارات تحمل معاني الحب والتودد بين الزوجين، وهذا بالتأكيد لم يرددها الطفل لو لم يكن قد سمعها من أحد، عندها ادركت ان طفل اليوم قد تغير عن طفل الأمس ولابد من اخذ الحيطة والحذر، وعدم معاملة الطفل بأنه ذلك الجاهل بل ان من يخجل منهم من يعرف هذه الأمور ولكن لايستطيع التحدث نتيجة تحذير الوالدين له. ومن خلال لعب الاطفال يعلق سعيد عب الله بقوله احيانا نشاهد مجموعة من الاطفال يقلدون العريس والعروسة وينفذون صورة مصغرة للفرح وزفة العروس، وعندما يأخذ الطفل عروسته تبدأ ضحكات الاطفال ترتفع وتعليقاهم الطفولية، وهذا يعني ادراكهم لبقية مراحل الزواج عندما يذهب العريس بعروسته. ويقول نادر بن محمد (سبعون عاماً) عن هذ الموضوع ان الطفل يصل قديما الى سن الخامسة عشر ولا يدرك تفاصيل العلاقة الزوجية اما اليوم فنسمع عن اطفال في الرابعة والخامسة ويدركون اموراً بين الزوجين لا تتناسب مع مرحلتهم، وهذا من الامور الخطرة على سلوك الطفل ويحمل الوالدين المسئولية في هذا الجانب.