تعرَّض منزلي في الرياض الأسبوع الماضي للسرقة بينما كنت مع أطفالي في جدة. اللص قام بكسر باب المنزل وباب غرفة النوم وهما البابان الوحيدان المقفلان في البيت. حادثة السرقة ربما تكون حصلت مساء، فالسارق ترك وراءه أنوارا مضاءة. عندما وجد أخي أن باب المنزل مكسور بعد ملاحظته لأنوار المنزل المضاءة قام باستدعاء الشرطة. حضر أفراد الشرطة خلال مدة وجيزة. كان الجميع يعتقد بان اللص أو اللصوص مازالوا موجودين في المنزل فقاموا بتفتيشه غرفة غرفة. لم يجدوا السارق، لكنهم وجدوا بأنه عبث بمحتويات غرفة النوم الرئيسية وكذلك بغرفة ملابس ملحقة بها. كانت الأدراج مبعثرة ومرمية على الأرض، وكانت مقتنياتنا قد تعرضت للتفتيش.سألوني إن كنت اتهم أحدا فأجبتهم بالنفي، ثم طلبوا خبراء البصمات. لم يتأخر هؤلاء، وقاموا برفع البصمات من أماكن مختلفة من المنزل وذهبوا بعد إنهاء عملهم. إلى هنا والقصة ليست غريبة وتحدث في أي مكان في العالم. غرابة القصة أن اللص بعد أن تجشم كل ذلك العناء لم يسرق شيئا..!! احترنا في سبب عدم قيام اللص بسرقة أي شيء. أم البنين تصر على أن السبب هو قيامها بالدوران على كل غرف المنزل واستيداع الله في كل مرة تغلق بابا، هذا بالإضافة إلى أنها قامت بتشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم وتركته يعمل عندما غادرت المنزل. رجال الشرطة يقولون بأن السارق لا بد وأنه سمع صوتا مريبا فهرب دون أن يتمكن من السرقة. أما احد أفراد الأسرة فيقول إن السارق ربما يكون قد سمع آية كريمة أثناء قيامه بالسرقة والناس صيام فتحرك في داخله ما أنبه عليه ضميره فقرر الخروج خالي الوفاض. أضحت قصة السرقة غير المكتملة حديث العائلة. الجميع يهنئون والجميع يلومون. يهنئون بعدم تمام السرقة ويلوموننا على أننا لم نأخذ احتياطاتنا خاصة وأن الكثير مما خف وزنه وثقلت قيمته كان موضوعا بلا مبالاة في أنحاء المنزل. خسائري من السرقة ليست بالطبع صفرا. إذا خسرت تكلفة إصلاح البابين وخسرت الشعور بالأمان وسأدفع فاتورة ضخمة نظير تركيب جهاز إنذار متطور. سر هذه السرقة سيبقى دون كشف ما شاء الله له أن يبقى. من ناحيتي فإنني أُشهد الله ثم أشهدكم بأنني سامحته إن كان ضميره قد استيقظ وقرر التوبة. أما ما عدا ذلك فموعدنا بإذن الله يوم الدين.