يُعجبني كل إجراء صارم في مكافحة التدخين.. ولعلكم شاهدتم أو قرأتم معي القرار التركي بمنع التدخين في المطاعم والمقاهي.. وفي تفصيل الخبر انه عندما صدر القرار لم يحددوا تاريخاً للبدء في تنفيذه.. بل قاموا بتطبيق القرار فورياً.. ليس هذا فحسب.. فقد شاهدت في إحدى القنوات التلفزيونية كيف داهموا احد المطاعم أو المقاهي وصادروا منافظ (طفايات) السجائر وطلبوا ممن يشعل سيجارة بالخروج من ذلك المطعم أو المقهى وتطفية سجائرهم في الخارج.. وقد احمر وجه التركي أكثر وأكثر وأرعد وأزبد غضباً والشرر يتطاير من عينيه وهو يوشك على ضرب من كان يشعل سيجارة حينها.. والأتراك فيهم من الشدة والاعتداد بالرأي الشيء الكثير.. وسبق لي أن زرت تركيا قبل عشرين سنة بصحبة عائلتي الصغيرة التي أصبحت كبيرة الآن بفضل الله.. وأذكر الآن جيداً زياراتي لمتاحفها في اسطنبول آنذاك.. وكيف كانت تحكي مجداً قد أفل وسؤدداً غابرا.. وكيف كان تعامل أهلها الصارم مع من يخالف النظام.. ولا أنسى كيف استمتعت وعائلتي بطبيعة تركيا الجميلة والخلابة وتعامل أهلها المنضبط.. الذي تلمس فيه الكثير من الاعتداد بالنفس والأنفة.. بعكس الكثير من البلدان والشعوب الفقيرة التي أضفى عليها الفقر ذلاً ومسكنة.. وفي هذا الخصوص أذكر ان الجمهور الانجليزي المشهور بالعنف والشغب.. لا يستطيع هزيمته وتأديبه إلا الجمهور التركي.. كما حدث بعد مباراة لفريق (غلطة سراي) التركي وأحد الفرق الانجليزية في بريطانيا نفسها وليس في تركيا.. ومنظر الجماهير التركية تضرب وتُدمي الجماهير الانجليزية الأشهر عالمياً في شغب الملاعب (كل آفة عليها آفة) ولنترك الأخوة الأتراك وشأنهم مع التدخين والشدة والانضباط.. ولننظر في حالنا نحن مع تطبيق ما يصدر من قرارات لمنع التدخين لدينا.. ولنأخذ مكاتبنا الحكومية والمطارات مثالاً على ذلك ولا أزيد.. بل أضيف كلمة تركية أخرى تقول أركداش تذكرتها من زيارتي القديمة.. جاءت عفو الخاطر ويعرف معناها الكثير من المدخنين.. أختم بها سوانح ياواش ياواش.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.