إن هذه البلاد المباركة شاء الله لها أن تكون منبع الرسالة ومهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين ومصدر الهداية والأمن وهذا الاختيار من الله تعالى لكي تقوم هذه البلاد برسالتها فكتب الله لم شملها ووحدتها على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - واستمر هذا الخير والأمن الوارف إلى وقتنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. ومن فضل الله ومنته على هذه البلاد المباركة أنه عبر تاريخها المديد أنه ما أراد مغرض سوءاً بأمنها وأهلها إلا كبته الله وأمكن منه فقيض الله لهذه البلاد أُسوداً يحمونها ورجالاً يضحون بحياتهم للحفاظ على أمنها إنهم رجال الأمن الأشاوس والليوث الضراغم الذين وقفوا سداً منيعاً أمام هؤلاء المفسدين. حقاً إن أمن هذه البلاد ليس أمناً لأهلها فقط إنها رمز الأمان في الدنيا كلها فكل القلوب تهفو للقدوم إليها والتنعم بظلها الوارف وأمنها وأمانها، وإن تقويض هذا الأمن لصد عن سبيل الله فالأمن مطلب ضروري في حياة الإنسان وهو قوام الحياة تتطلع إليه المجتمعات وتحرص عليه وتؤمن له الإمكانات المادية والبشرية فإذا فُقد الأمن لا يستساغ الطعام ولا يهنأ الإنسان بعيش لذا من أهم مقاصد الشريعة حفظ وحماية الضرورات الخمس الدين والعقل والنفس والنسل والمال. وهذه البلاد المباكة تحرص على استئصال الجريمة وتوفر المحاكمة العادلة وفق الشريعة الإسلامية وتسعى لتحقيق الأمن كهدف أساسي. إن الأخذ على أيدي هؤلاء فرض شرعي وواجب وطني (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم). أسأل الله أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ويزيدها توفيقاً بمنه وكرمه.