تتمتع منطقة جازان بوفرة العيون الحارة الكبريتية، وتأتي أهميتها لاحتوائها على مواد معدنية (أملاح ومواد كيميائية) تعد علاجاً لبعض الأمراض الجلدية والمفاصل (الروماتيزم)، كما تعد كنزاً من كنوز المنطقة التي تجذب الكثير من الزوار والسياح وعشاق الطبيعة، وبينما تشكل العيون الحارة بالمنطقة أحد المواقع السياحية الهامة، إلا أنه يلاحظ عدم الاهتمام بنظافتها والعناية بها، وتقع هذه العيونجنوب شرق جازان بمسافة 70 كيلومتراً ويمر بجوار منطقة العيون وادي خلب ويشتمل الموقع على عدة عيون متدفقة تصب مياهها هذه في الوادي. "الرياض" التقت عدداً من المواطنين الذين أبدوا عدم رضاهم عن مستوى الخدمات بالعيون. بداية قال المواطن محمد أحمد مفرح: قدمت بصحبة أحد الزملاء إلى العين الحارة بسد (وادي جازان)، وتوقعت أن تكون رائعة وجميلة، ولكن للأسف فوجئت مما رأيت، وتحسرت على حال هذه المواقع الجميلة والمفيدة، فبدلاً من العلاج، تجد أنك تتخوف من الأمراض لكثرة القاذورات والأوساخ، وأتمنى من المسئولين في المنطقة زيارته العيون ليعلموا ما يعانيه مرتادوها. أما علي القحطاني فقال: أعمل هنا في منطقة جازان منذ خمس سنوات، وإلى هذه السنة، لم ألاحظ أي اهتمام بالعيون الحارة، سواء في الطرق المؤدية إليها أو المرافق العامة، ورغم وجود دورات مياه وأماكن للأسر، فقد كسا الغبار العيون لدرجة أنها أصبحت غير صالحة للاستخدام، فالموقع بشكل عام مليء بالقاذورات. كما قال كل من حسين شريف وأخيه أبكر شريف، اللذين قدما إلى العيون برفقة أسرتيهما: أننا ولأول مرة نأتي للعيون الحارة بالخوبة، وما قدمنا لها إلا بحثاً عن العلاج، وكما تشاهد الحال، فليس هناك خصوصية للنساء، فهن قد يغادرن دون أن يستفدن من العين. وأضاف المواطن عبده محمد فقيهي بان حرارة المياه في العيون مرتفعة جدا، وقال: أتمنى من الجهات المعنية المحافظة عليها وان يتم تنظيمها وترتيبها بالطريقة التي تتناسب مع الزائر، مؤكداً أيضا على ضرورة توفر دورات مياه مستقلة للنساء والأطفال. من جانبه، قال الأستاذ رستم الكبيسي المدير التنفيذي للهيئة العليا للسياحة بجازان: هناك فريق عمل ميداني من الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على المستجدات المتعلقة بتطوير العيون الحارة بالخوبة، مبيناً أن هناك تعاوناً مع إمارة منطقة جازان والغرفة التجارية، كما ذكر أن هناك اتفاقيات مبرمة مع أمانة منطقة جازان للعمل على مواصلة التشاور لطرح موقع العيون الحارة بالخوبة للاستثمار، وقد تم تكليف أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة لعمل الدراسات الفنية اللازمة لتطوير الموقع، موضحاً أن موقع العيون الحارة يعد استراتيجياً لوجود سوق الخوبة المعروف. وعندما نقلت "الرياض" للأستاذ الكبيسي امتعاض المواطنين من العيون الحارة، قال أن هذه العيون تعد أملاكاً خاصة لشركة جازان للتطوير والسياحة. كما اتصلت "الرياض" بمدير المجمع القروي بمركز الخوبة، الذي قال إن هناك دراسة جديدة لتقليص حجم التكاليف، حيث إنه كان مبالغاً فيها في الدراسة الأولى، وكان هناك اجتماع ممثل بمحافظ الحرث الأستاذ محمد الشمراني، ورئيس المجمع القروي عبدالله العلياني، ومدير عام تطوير المواقع السياحية المهندس أسامة سعيد الخلاوي، حيث تم طرح الآراء وأسباب ابتعاد المستثمرين، وكان ارتفاع تكاليف التصاميم السابقة التي قدمت من وزارة الشؤون البلدية والقروية من أهم الأسباب.