فرضت العمالة الوافدة ونفوذها على شارع الأربعين بحي النسيم الغربي شرق العاصمة الرياض وحولته إلى أكاديمية لتأهيل وتدريب العمالة الوافدة المخالفة لنظام الإقامة . ويعتبر الشارع من أقدم شوارع شرق العاصمة التي تعج بمخالفي نظام الإقامة والعمل . ورغم الحملات الأمنية المتتالية ظلت تلك العمالة صامدة ومسيطرة في وجه هذه الحملات والظروف الأخرى . وفي ضوء ذلك تأسست أكاديمية تدريب وتأهيل العمالة السائبة على مرأى ومسمع المواطن والمسؤول الذي يرفض " قطع الأرزاق " ! وانتشرت شهرتها الأكاديمية بين العمالة السائبة وباتت لكثير منهم المحطة الأولى لدخول سوق العمل السعودي "الذي يتسع لكل من هب ودب"!. وما أن يتخرج العامل من هذه الأكاديمية وينطلق إلى السوق حتى يأتي آخر والوضع مستمر والأكاديمية تبقى أبوابها مفتوحة، ولا تحتاج إلى رأس مال أو رسوم لدخول الموقع فقط أدوات سباكة ولياسة بسيطة يسهل حملها. ووصل الأمر أن بعض الكفلاء يوجه مكفوليه بالذهاب لهذا الشارع للتعلم والتدريب واكتساب الخبرة ومن ثم يعود ويزاول علمه لدى كفيله. "الرياض" تجولت في الشارع "الذهبي" وشاهدت تناثر العمالة به التي هربت مع نزول الزميل المصور من السيارة وبعضها لجأ إلي عمائر سكنية مجاورة ومحلات تجارية قريبة وأخرى دخلت إلى الشوارع الفرعية ولم يتبق إلا أعداد قليلة وهي الحديثة في السوق والتي لا تعرف أسرار المهنة . يقول أحمد(مصري) أتيت إلى المملكة قبل شهرين وأنا هنا لعمل " شوية فلوس " وتسديد رسوم الإقامة و"فلوس الكفيل" وأنا أعمل دهاناً وأمضي طوال اليوم بالشارع من بعد صلاة الفجر حتى المغرب ويوميتي أكثر من مائة ريال والعمل هنا متعب وأقاربي نصحوني بعدم الاستمرار لخطورة الشارع حيث دائما تحدث مشاكل بين العمال والجنسيات المختلفة وأنا بعد كم يوم ذاهب إلى كفيلي في منطقته ". وعامل آخر من الجنسية الباكستانية قال انه لايبالي بالتصوير وليست لديه مشكلة وانه بالشارع منذ عامين ويعمل مليساً ويأتي للشارع بشكل يومي ويحقق ما يقارب من ألف ومائتنن إلى ألف وخمسمائة ريال شهرياً خلاف مصاريفه ومايمنحه للكفيل من مبلغ سنوي ، نظير السماح له بحمل اسمه في الإقامة ، وعندما سألته عن وجوده بالشارع ومدى خطورة بقائه هنا وهل من الممكن أن يلقى القبض عليه من قبل الجوازات قال "أنا ايش أسوي أريد مالاً والعمل موجود هنا والجوازات عندما تأتي نذهب ونبعد عن الشارع لنصف ساعة ثم نعود مره أخرى إليه". احتلال الشارع .«عدسة :عبد الله العجمي». المحلات القريبة والعاملون فيها أبدوا تذمرهم مما مايدور في الشارع من تجمهر للعمالة السائبة والفوضى التي تسببها والمشاكل الكثيرة التي تحدث فيما بينهم ، دخلنا إلى مستوصف قريب من الشارع وتحديداً يقف أمامه المئات من العمال طوال اليوم والتقينا بموظف الاستقبال "سعد العنزي" الذي تحدث بحسرة عما يراه منذ أكثر من أربع سنوات حيث يقول الوضع سيىء للغاية ومراجعو المستوصف يتضايقون من تجمع العمالة أمام مدخل العيادات حتى ولو كان الشخص بصحبة عائلته ولا يجدون موقفاً لسياراتهم . ويضيف العنزي يصل عدد العمالة أحياناً ثلاثمائة وأربعمائة عامل يهيمون في الشارع من جنسيات مختلفة وقد اتصلنا كثيراً بالجوازات وأعطونا التوجيه بالتحدث لمكتب العمل قسم العمالة السائبة وطبعاً تلفونهم لايرد. وطالب العنزي الجهات المختصة بسرعة وضع حل لهؤلاء الذين يضايقون المحلات والناس في الشارع بشكل كبير.